للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجالسين خلفه - فعمد كل واحد إلى أن وضع شرحا عليه، وأخذ من كلامه ما لولاه لما علم أين يمور (١٨٩) ولا أين يجيء.

[وفاة الفقيه عبد الله ابن البراء التنوخي]

وفي التاسع (١٩٠) والعشرين لجمادى الأخيرة من سنة سبع وثلاثين وسبعمائة (١٩١) توفي بتونس الفقيه المؤرخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن البراء التّنّوخي، كان اماما بجامع الزّيتونة، وخطيبا بجامع القصبة، عدلا ذا سمت حسن، له عناية بالتّاريخ والرّواية، اختصر «ذيل (١٩٢) السمعاني»، واقتضب «تاريخ الغرناطي» (١٩٣)، وألف تاريخه على طريقة الطّبري مرتبا على السبق من سيد البعثة المحمّدية إلى زمنه، أجاد فيه، وتجزئته في ستة أسفار (١٩٤).

وفي سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة (١٩٥) فتح القائد ابن الكماد قشتيل جربة واستخلصه من أيدي النّصارى بعد أن حاصره أعظم محاصرة.

وفاة الشّيخ علي بن منتصر الصدفي:

وفي ليلة الخميس الخامس لجمادى الأولى من سنة اثنتين وأربعين (١٩٦)، توفي الشّيخ الصّالح الإمام أبو الحسن علي بن منتصر الصّدفي، ودفن بجبل الزلاج (١٩٧)، كان من أهل العلم والصّلاح لا يبالي بذي سلطان لسلطانه، ولا تأخذه في الحق لومة لائم، كتب للقاضي ابن عبد السلام: يا محمد ليت أمك لم تلدك، وليت اذ ولدتك لم تتكلم،


(١٨٩) في تاريخ الدولتين: «يمر» ص: ٧٤.
(١٩٠) في الأصول: «السابع» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: ٧٤.
(١٩١) ٢ فيفري ١٣٣٧ م.
(١٩٢) ذيل تاريخ بغداد لأبي سعد عبد الكريم السّمعاني.
(١٩٣) المشرق في علماء المغرب والمشرق لأحمد بن محمد الغرناطي نزيل تونس (ت سنة ٦٩٢/ ١٢٩٣ م).
(١٩٤) لابن البراء التنوخي ترجمة في «تراجم المؤلفين» لمحمد محفوظ ١/ ٢٥١.
(١٩٥) ١٣٣٧ - ١٣٣٨ م.
(١٩٦) ١٣٤١ - ١٣٤٢ م.
(١٩٧) في الأصول: «الجلاز».