للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يردّ على النّاس ما أخذ منهم وأن ينفرد هو بمثوبتها فامتنع، وعقد السّلطان أبو عنان على طرابلس لأحمد بن مكي وعلى قابس وجربة (٧١) لأخيه عبد الملك» (٧٢).

وتحرك لافريقية ففتح قسنطينة بعد أن تملك على بجاية، ودخل أسطوله تونس فملكها ثقاته في رمضان / من عام ثمانية وخمسين وسبعمائة (٧٣) واستقرّت دعوته بها إلى ذي القعدة من العام (٧٤).

وفي الرابع والعشرين من ذي الحجّة من عام تسعة وخمسين وسبعمائة (٧٥) كانت وفاة السّلطان أبي عنان وسنه ثلاثون سنة، ومدته عشر سنين.

[نهاية المرينيين]

فولي بعده ولده السّعيد، ومن بعده غيره إلى أن أفضت الدّولة إلى عبد الحق ابن السّلطان أبي سعيد المريني، «ففي سبع وعشرين من رمضان من سنة سبع وستين وثمانمائة (٧٦) قام بمدينة فاس مزوار (٧٧) الشّرفاء بها محمد بن علي بن عمران الادريسي على السّلطان عبد الحق، وملك البلاد، وذلك أن السّلطان كان بمحلته خارج البلد، فلمّا سمع فرّ عنه أصحابه، ورجع هو إلى البلد في أناس قليلين فقبض عليه وقتل صبرا (٧٨)، وقتل معه رئيس دولته هارون اليهودي، وسبب ذلك أنه كان في أيدي بني وطّاس كالمحجور عليه وهم المتولّون أمر المملكة سنين كثيرة، ثم أراد الاستقلال دون بني وطّاس فأخذهم، وأخذ أموالهم ولا نجا من فرّ، واستقلّ بأمور مملكته، فباشر الأمور بنفسه، وصار يسافر بمحاله، وأوقف بين يديه في ذلك هارون اليهودي يتولى أمور المسلمين بفاس هو وجماعته، فصاروا يحكمون في المسلمين، بل ويهينونهم، فوقع ذلك في النّاس موقعا عظيما إلى أن خرج السّلطان بمحلته ليهدن أوطانه، وليضايق بني وطّاس الذين أخذوا له


(٧١) زائدة عمّا في تاريخ الدولتين.
(٧٢) ما بين ظفرين وهو ما يتعلق باحتلال طرابلس من طرف النّصارى نقله المؤلف من تاريخ الدولتين ص: ٩٤ - ٩٥.
(٧٣) أوت ١٣٥٧ م.
(٧٤) أكتوبر - نوفمبر ١٣٥٧ م.
(٧٥) ٢٧ نوفمبر ١٣٥٨ م.
(٧٦) ١٥ جوان ١٤٦٣ م.
(٧٧) المزوار في لسان زناتة معناه الرئيس، الاستقصا ٣/ ١١٨.
(٧٨) في ماي من سنة ١٤٦٥ م.