للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتفقّه أيضا (٣٧٧) بصفاقس على شيخنا أبي الحسن سيدي علي الأومي وعنه تمكّن في علوم العروض أوّلا ثمّ رحل لتونس فأخذ عمّن لقيه وامتدح الأمراء بها وبغيرها وأجازوه على ذلك، وكان قليل الحظ لم يستقم له حال، وصرف من بلده لمصر بسبب امتداحه لبعض الناس وذمّ من لا يستحقّ الذّمّ، ثمّ تلطّف والده وسعى في رجوعه ولم يزل على ذلك حتّى أدركته منيّته بالطاعون سنة تسع وتسعين ومائة وألف (٣٧٨) بصفاقس.

ترجمة الشّيخ محمّد الزّواري:

وأمّا شيخنا أبو عبد الله سيدي محمد الزواري فكان - رحمه الله تعالى - مكفوف البصر، ومع ذلك فهو ملازم لتعليم العلم وتعلّمه إلى وفاته، وأخذ أيضا عن شيخنا الأومي وشيخنا أبي عصيدة وغيرهم.

وكان فقيها عابدا ملازما لتلاوة الكتاب العزيز ليلا ونهارا، فلا تراه إلاّ متعلّما أو معلّما أو تاليا للقرآن العظيم، وما زال كذلك إلى أن توفّي - رحمه الله - بمرض الإستسقاء سنة نيف وسبعين ومائة وألف (٣٧٩).

ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المصمودي:

وأمّا الشّيخ أبو عبد الله محمد المصمودي القاضي، فإنّه كان أوّلا معلّما للأطفال / ثمّ اشتغل بالعلم.

وكان فقيها نحويا متكلّما عروضيا نظم قليلا، ذا عفّة وصلابة في الحقّ.

تولّى القضاء أوّلا وصرف عنه عن غير موجب ثم أعيد للقضاء وصرف لضعف بصره.

وتفقّه أيضا بشيخنا الأومي وغيره، ولم يخرج من بلده واستشهد بالطّاعون سنة تسع وتسعين ومائة وألف (٣٨٠).


(٣٧٧) ساقطة من بقية الأصول.
(٣٧٨) ١٧٨٥ م. أنظر تراجم المؤلفين التونسيين ٢/ ٣٢٣ - ٣٢٦.
(٣٧٩) بعد سنة ١٧٥٧ بقليل.
(٣٨٠) ١٧٨٥ م.