للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثّاني

في ذكر ولاّتها

قد تقدّم أنّ أوّل من اختطّ سورها وجعلها مدينة أحمد بن الأغلب - رحمه الله تعالى - فكانت ولاّتها تتردّد عليها من قبل بني (١) الأغلب.

فلمّا تولّى إفريقية بنو عبيد الله الشّيعة (٢) كانت ولاّتها تتردّد عليها من قبلهم.

إستقلال حمّو بن مليل بصفاقس:

فلمّا تولّى بنو مناد وهم صنهاجة تردّدت ولاّتها من قبلهم إلى أن ولي المعز بن باديس من صنهاجة فولّى عليها منصور البرغواطي (٣) / وكان من الفرسان المعروفين بالإقدام فأراد أن يثور بها وأخذ في محالفة العرب ومصادقتهم فعاجله ابن عمّه حمّو بن مليل وقتله غدرا في الحمّام سنة واحد وخمسين وأربعمائة (٤).

ولمّا قتله جاء حلفاء منصور من العرب فحصروا حمّو (٥) بصفاقس فبعث إليهم يسألهم هل قصدهم الأخذ بثأر إبن عمّه منه أو المال، فقالوا: نحن لا ندخل بينكم (٦) في الدّماء، وإنّما غرضنا الأموال، فالتزم لهم من المال ما رضوا به وعجّل لهم ما تيسّر وانفصلوا، وثار حمّو بصفاقس وأظهر العناد على بني مناد.

فلمّا تولّى تميم بن المعز بعد أبيه طمع حمّو في الإستبداد والتّغلّب على غير صفاقس من البلاد، فحالف جماعة من العرب عديا (٧) والأثبج (٨) ومن ضامهم (٩)، وزحف


(١) في ش: «بن».
(٢) في ط: «بنو عبد الله الشيعية».
(٣) أنظر التّجاني ص: ٧٠ والحلل السّندسيّة ١/ ٣١٣.
(٤) ١٠٥٩ م.
(٥) في ط: «حصرا».
(٦) ساقطة من ط.
(٧) في الأصول: «عدي».
(٨) في ش: «الأشج»، وفي ت «الأشيخ»، ساقطة من ط والتّصويب من رحلة التّجاني ص: ٧٠.
(٩) في الأصول: «ضاممهم».