للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه امرأة فأخذ وأخرج من تلك الدّار وهدّمت لحينها، وحمل إلى الأمير أبي حفص فقرره بحضرة القاضي ابن الغماز (١٢٢) والشهود، / فأقر بأنه أحمد بن مرزوق بن أبي عمارة المسيلي وأشهد الشهود عليه بذلك، وأمر الأمير أبو حفص بضرب عنقه بعد ضربه مائتي سوط، وأخرج جسمه دون الرأس وطيف به (١٢٣) على حمار أشهب (١٢٤)، وجرّ إلى السّبخة بخارج باب البحر، فرمي بها، ثم طيف برأسه على عصا يوم الثلاثاء الثاني لجمادي الأولى من السنة المذكورة، قيل كان سبب فضيحته على يد امرأة حفصية أراد تزوّجها، وكانت (١٢٥) لا تحل للفضل لأنها من محارمه فامتنعت منه فألحّ في طلبها لما غلب عليه من حبّها وحسنها، وعرّفها بأنه ليس هو الفضل فافتضح مع ما اتفق من قبح السيرة وخبث السريرة (١٢٦).

[أبو حفص عمر ابن أبي زكرياء]

وتولى بتونس الأمير أبو حفص عمر ابن السّلطان أبي زكرياء ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص، ولد بتونس بعد صلاة الجمعة الموفّى ثلاثين من ذي القعدة سنة إثنين وأربعين وستمائة (١٢٧)، وبويع له بها يوم الأربعاء الخامس والعشرين لربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة (١٢٨)، وتلقب «بالمستنصر».

وفي السابع والعشرين من جمادى الآخرة من السنة المذكورة توفي بالمهدية القاضي ابن الغماز.

وفي السادس والعشرين لذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين (١٢٩) توفي السّلطان أبو


(١٢٢) «أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن الغماز الأنصاري» (٦٠٩ - ٦٩٣/ ١٢١٢ - ١٢٩٤ م) ذكره ابن فرحون في الديباج. وصفه الغبريني صاحب عنوان الدراية بأنه القاضي الكبير الشهير العدل الرضي، ولي قضاء بجاية ثم استدعي لحاضرة تونس وقدم للقضاء بها، عن الحلل السندسية ١/ ٦٤٤.
(١٢٣) في الأصول: «بها».
(١٢٤) كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش «أشهب أحمر اللون».
(١٢٥) في الأصول: «وكان».
(١٢٦) دولة الأمير ابراهيم بن أبي زكرياء ودولة الدعي نقل المؤلف أخبارهم باختصار وزيادة في الأخير من تاريخ الدولتين (ص: ٤٣ - ٥٠).
(١٢٧) ٢٩ أفريل ١٢٤٥ م.
(١٢٨) ١١ جويلية ١٢٨٤ م.
(١٢٩) ٢١ نوفمبر ١٢٩٤ م.