للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أول من سكنها، ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود، بنو قينقاع وبنو قريضة والنضير، فحالفوا الأوس والخزرج، وأقاموا عندهم، ونزلت أخرى بالشّام، وهم الذين تنصّروا فيما بعد، وهم غسان وعاملة ولخم وجذام، وتنوخ وثعلب وغيرهم. وسبأ تجمع هذه القبائل كلّها.

والجمهور على أن جميع العرب قسمان: قحطانية وعدنانية، والقحطانية شعبان:

سبأ وحضرموت، والعدنانية شعبان: ربيعة ومضر، وأما قضاعة فمختلف فيها، فبعضهم ينسبها إلى قحطان، وبعضهم إلى عدنان والله أعلم.

ثم إن العرب انقسمت إلى شعوب وقبائل كما قال تعالى {وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ} (١٢٢) فالشّعب الجمع العظيم المنتسب إلى أصل واحد، وهو يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ يجمع الفصائل. فخزيمة شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة.

الخليفة الأكبر محمد صلّى الله عليه وسلم:

فإذا تمهّد هذا (١٢٣)، لنرجع إلى ما نحن بصدده من ذكر خلفاء الإسلام / وأئمتهم، فنقول: إنّ الخليفة الأكبر الذي لولاه ما خلقت شمس ولا قمر، بل لا دنيا ولا آخرة، فهو نتيجة مقدّمات الكون واكسير معدن الكائنات، وروح جسد المخلوقات، وسرّ وجود المخترعات، هو نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرّة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النّضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن الياس، بن مضر، بن نزار، بن معدّ، بن عدنان (١٢٤). هذا هو النسب الذي اتفقت أئمة النّسب على معرفته، وما وراءه وقع فيه اختلاف واضطراب في تعيين الأسماء وزيادة بعضها، وأما النّسب الشّريف فصحيح إلى آدم - عليه الصّلاة والسّلام - قال صلّى الله عليه وسلم:


(١٢٢) سورة الحجرات: ١٣.
(١٢٣) بعدها في ت: «فقد تمّ الأمر».
(١٢٤) عن بقية النسب اتصالا بآدم مرورا بإسماعيل وشيث. أنظر مروج الذهب ٢/ ٢٦٥.