للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مثل النار، فقلت لك: اشتره لعلّ يذهب ما في قلبي فلم يذهب، فقالت لي نفسي:

أريد أن أراه كل يوم، فأمرتك باحضاره، فلمّا كان تلك الليلة ما تركتني أنام وبقيت أنا واياها في حرب إلى وقت السّحر، فهممت أن أفتح باب البرج وأصعده فكشفت رأسي وقلت: إلاّ هي! محمود عبدك يختم أعماله بمثل هذا، فسمعت هاتفا يقول: قد كفيناك / أمره فعلمت أنه قد حدث عليه حادث، ثم قدم سهيلا وأحسن إليه» اهـ‍.

[الحملات الصليبية الأولى واستقرار الافرنج بالشام]

«واعلم أن العبيديين الشّيعة ملوك مصر لما أفضت دولتهم إلى أبي العباس أحمد المنعوت «بالمستعلي» بن المستنصر بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعزّ» (٢٤) - الذي كان انتقل من المغرب إلى مصر - «وكان المستعلي ولي الأمر بعد أبيه بالدّيار المصرية والشامية [وفي أيامه] (٢٥) اختلت أحوالهم، وضعف أمرهم، وانقطعت من أكثر مدن الشّام دعوتهم، وانقسمت البلاد الشّامية بين الأتراك والافرنج - خذلهم الله تعالى - فانهم دخلوا الشّام ونزلوا على انطاكية في ذي القعدة سنة تسعين وأربعمائة (٢٦). ثم تسلّموها في سادس عشر من رجب سنة احدى وتسعين وأربعمائة (٢٧)، وأخذوا بيت المقدس سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة (٢٨) وأخذوا معرّة النّعمان في السّنة المذكورة وكان الافرنج أقاموا على بيت المقدس نيّفا وأربعين يوما [قبل أخذه وكان] (٢٩) أخذهم لها ضحوة يوم الجمعة،


(٢٤) الوفيات من ترجمة المستعلي الفاطمي ١/ ١٧٨.
(٢٥) زيادة من الوفيات يقتضيها السياق.
(٢٦) أكتوبر ١٠٩٧ م وصلت في هذه السنة إلى بلاد الشام «أولى الحملات الصّليبية وكانت تضم شخصيات بارزة من البلاد الأوروبية، جاءت هذه الحملة عن طريق القسطنطينية ومنها عن طريق نيقية إلى أنطاكية، وفي أثناء الطّريق بعد معركة مع السّلاجقة عند «أسكي شهر» انتصر فيها الصّليبيون، انقسمت الحملة إلى قسمين، القسم الأول اتّجه إلى النّواحي الشّرقية من آسيا الصّغرى، والقسم الثاني ويعدّ أكثر الصّليبيين اتّجه نحو انطاكية في طريقه إلى بيت المقدس وانتهت الحملة الصّليبية الأولى بتكوين الإمارات الصّليبية». أنظر على سبيل المثال: عمر عبد السلام تدمري، تاريخ طرابلس، ١/ ٣٨٦ - ٣٨٧، الحروب الصّليبية في المشرق والمغرب، المرجع السابق، ص: ٤٥ - ٥٨.
(٢٧) ١٩ جوان ١٠٩٨ م.
(٢٨) ١٠٩٨ - ١٠٩٩ م.
(٢٩) اضافة من الوفيات.