للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الملك الكامل والحروب الصليبية الخامسة]

«ثم ان الافرنج توجهوا لطلب بلاد المسلمين (٢٠٩) بعده في سنة خمس عشرة وستمائة (٢١٠)، فقصدوا أولا لقاء الملك العادل بساحل الشّام، فتوجه أمامهم (٢١١) نحو دمشق يتجهز ويتأهب إلى لقائهم، فلمّا وصل إلى عالقين، بفتح العين المهملة وبعد الألف لام فقاف مكسورين فياء مثناة من أسفل ساكنة فنون، قرية بظاهر دمشق توفي بها، فأعرض جميع الافرنج عن السّلم وقصدوا الدّيار المصرية» (٢١٢) «فنزلوا / على دمياط يوم الثلاثاء سادس عشر ذي القعدة من السنة. فأخذوها يوم الثلاثاء السابع (٢١٣) والعشرين من شهر شعبان سنة ست عشرة وستمائة» (٢١٤)، «فنزل لمقاتلتهم (٢١٥) أبو المعالي محمد ابن الملك العادل الملقّب «بالملك الكامل» صاحب الديار المصريّة، وأخوه الملك المعظم صاحب الدّيار الشامية، والملك الأشرف صاحب البلاد الشرقية، فبعد تملّك العدو دمياط خرجوا منها قاصدين القاهرة ونزلوا في رأس الجزيرة التي دمياط في برها، وكان المسلمون مقابلين لهم في قرية المنصورة، وبحر أشموم (٢١٦) حائل بينهم، فلمّا التقى


(٢٠٩) الدخول في الحرب الصليبية الخامسة، وتشير إلى أن الحروب الصليبية الرابعة التي أثارها البابا اينسوسان الثالث (Innocent III) تحولت عن طريقها إذ وجهها دوق البندقية هانري دندولو (Henri Dandolo) إلى القسطنطينية عوضا عن بيت المقدس كما كان مقررا، والمتسبب في الحرب الصليبية الخامسة هو البابا هنوريوسي الثالث (Honorius III) وكان الغرض منها انقاذ بيت المقدس واستخلاصها من أيدي المسلمين، وكان صلاح الدّين قد حررها منهم كما سبقت الاشارة إلى ذلك في النص. انظر على سبيل المثال الحروب الصليبية. . .، المرجع السابق ص: ١٠١ - ١٠٨.
(٢١٠) ١٢١٨ - ١٢١٩ م.
(٢١١) في الأصول: «قدامهم».
(٢١٢) انظر الوفيات ترجمة الملك العادل ابن أيوب أخو صلاح الدّين ٥/ ٧٨.
(٢١٣) في الأصول: «السادس» والمثبت من الوفيات ٦/ ٢٥٧.
(٢١٤) ٧ نوفمبر ١٢١٩ م: الوفيات من ترجمة تاج الدّين الجراح (يحيى بن منصور) ٦/ ٢٥٧ انظر أيضا الكامل لابن الأثير ١٢/ ٣٢٣ - ٣٢٥.
(٢١٥) ينتقل إلى ترجمة الملك الكامل الأيوبي في الوفيات ٥/ ٨٠.
(٢١٦) في الأصول: «أشمون» والمثبت من الوفيات ومعجم البلدان، قال الحموي: أشموم» بضم الميم وسكون الواو، اسم لبلدتين بمصر، أشموم طناح قرب دمياط، والأخرى أشموم الجريمات بالمنوفية، أما أشمون، وأهل مصر يقولون أشمونين هي مدينة قديمة بالصعيد الأدنى» ١/ ٢٠٠ وفي المختصر لأبي الفداء: «أشمون طناح».