للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الرّابع

في ذكر بعض أهل الخير والصّلاح من العلماء والأولياء المتقدّمين بصفاقس ووطنها

[مفهوم الولي والكرامة]

إعلم أوّلا أنّ الله - جلّ ثناؤه - أرسل المرسلين رحمة للعالمين ولئلاّ يكون للنّاس على الله حجّة، فيرسل بعد كلّ فترة رسولا يوقظ الخلق من سنة الغفلة (١) ويسوقهم لما خلقهم لأجله من نيل كراماته (٢) في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ثمّ ختم الرّسالة بخيرة خلقه محمّد صلّى الله عليه وسلم فجعل شرّ كلّ مائة (٣) في آخرها فيضعف حملة الدّين إمّا بموت أو ظلم أو جور أو غير ذلك، وجعل على رأس كلّ مائة سنة من يجدّد لهذه الأمّة أمر دينها من العلماء والأولياء، فكانوا ورثة نبيهم (٤) فلذا كانوا كأنبياء بني إسرائيل (٥).

قال أبو عبد الله المغربي (٦): «تقع في كلّ مائة سنة فترة، وتموت العلماء والحكماء ثمّ يبعث الله في هذه الأمّة على عدد الأنبياء قوما يذكّرون الخلق (٧) ويردّونهم إلى الحقّ، فهم أنباء الزّمان»، ذكره في معالم الإيمان (٨) في ترجمة أبي عبد الله المغربي، فلهذا تعرّضنا لذكر شيء من العلماء والصّالحين ممّن حمل هذا الدّين في هذه البلاد (٩)، ولكلّ بلاد حملة، وقد قال صلّى الله عليه وسلم: «يحمل هذا الدّين من كلّ خلف عدوّ له ينفون عنه تحريف الغالبين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» فأشار عليه الصّلاة والسّلام إلى حملة هذا الدّين بصفتهم، فمن وجدت فيه العلامة فهو منهم.


(١) في ط: «العقبة».
(٢) في ط: «نيل كرامته».
(٣) في ش: «غير واضحة».
(٤) إقتباس من الحديث الشّريف: «العلماء ورثة الأنبياء».
(٥) إقتباس من حديث لم يصحّ: «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل».
(٦) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل المغربي.
(٧) في معالم الإيمان: «يذكرونهم».
(٨) ٢/ ٢٨٦.
(٩) يقصد صفاقس.