للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي القاسم عبد الخالق السّيوري:

ولما جرى ذكر السّيوري فلا بد من التّعرّض لذكره لفائدة. هو أبو القاسم عبد الخالق بن عبد الوارث القيرواني، آخر طبقة من علماء إفريقية (٢٧٥)، وخاتمة أئمة القيروان، ويقال انه تفقه بأبي بكر بن عبد الرّحمان وأبي عمران (٢٧٦) وتلك الطبقة، وعليه تفقّه اللخمي وعبد الحميد المهدوي إبن (٢٧٧) الصائغ، وأخذ عنه قديما عبد الحق وابن سعدون وغيرهما، وطال عمره، فكانت وفاته بالقيروان سنة ست وستين وأربعمائة (٢٧٨). قال في معالم الايمان (٢٧٩): قال عياض: ويقال أنه مال أخيرا إلى مذهب الشافعي، قلت (٢٨٠):

ليس هو بتقليد ولا خلاف في أكثر المسائل، وانما خالف في قليل كقوله: القمح والشعير جنسان. وما زلت أسمع أنه رمى لقطّة لقمة من شعير وأخرى من قمح فشمّت اللقمة الأولى وانصرفت عنها ثم شمت الأخرى فأكلتها ولم تعد للأولى، فقال: هذا الحيوان البهيمي فرق بينهما، وكذلك خالف المذهب في التدمية البيضاء وقال: لا يعوّل عليها، وكذلك قال بخيار المجلس كما قال المخالف، وهو قول ابن حبيب من أصحابنا للدلائل الدّالة على رجحان مذهب من خالف مالكا فيها، قال ابن المواز في كتاب الخيار من تعليقته (٢٨١): حلف السّيوري بالمشي لمكة لا يفتي مالك في هذه الثلاث مسائل.

قال: ولما أرادوا تجديد / السّور بعد خراب القيروان وطلب إدخال داره امتنع بعض من له القول (٢٨٢) فدعا (٢٨٣) عليهم بعدم الاتفاق في الكلمة فمن ثم لم يكن لهم مشيخة أي عرفا (٢٨٤).


(٢٧٥) النّقل من معالم الإيمان بتصرّف ٣/ ١٨١.
(٢٧٦) هو الفاسي.
(٢٧٧) في الأصول: «أبي».
(٢٧٨) ١٠٧٣ - ١٠٧٤ وجاء في المعالم أنه توفي إمّا في سنة ٤٦٢ أو في سنة ٤٦٠/ ١٠٦٨ م.
(٢٧٩) ٣/ ١٨٣.
(٢٨٠) أي مؤلف المعالم.
(٢٨١) في الأصول: «تعلقته».
(٢٨٢) في المعالم ص: ١٨٤: «لما أخذ الناس في بناء القيروان اختصارا عمّا كانت عليه أراد الشيخ أن يدخلوا داره في البلاد فاختلفوا فغلب من أراد خروجها فدعا عليهم بأن لا تتفق لهم كلمة فيقال أن دعوته أجيبت».
(٢٨٣) في ش: «فدعى».
(٢٨٤) أنظر عن السيوري أيضا: ترتيب المدارك ٤/ ١٧٠ - ١٧١، وتراجم المؤلفين التونسيين ٣/ ١١٦ - ١١٧.