للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجيش لضعف في دوابّهم منعهم / من اللّحاق باخوانهم، فلمّا تحقّقوا الخبر ولّوا راجعين فسلموا بذلك، فمات (١٤٥) المعزّ وسوسة مخالفة [عليه].

[تميم بن المعز]

فلمّا ولي ابنه تميم أنابوا له فعفا عنهم وتغمّد ذنوبهم وذلك سنة ست وخمسين وأربعمائة (١٤٦) «[وتوفي المعزّ] بضعف الكبد (١٤٧) وكان موته بالقيروان ولم تطل مدّة أحد من أهل بيته في الولاية كمدّته» (١٤٨).

ولمّا تولّى تميم استبدّ بالملك (١٤٩) «ولمّا (١٥٠) كانت سنة ثمانين وأربعمائة (١٥١) وقع ما وقع من (استيلاء الافرنج) (١٥٢) على المهديّة وزويلة وأسّروا (١٥٣) أهلها وقتلوا من شاؤوا منهم وأحرقوه بالنّار، وكانت عدّة القطع التي نزلوا بها عليها ثلاثمائة قطعة تشتمل على ثلاثين (١٥٤) ألف مقاتل، قال أبو الصّلت: وكسفت الشّمس في هذا العام ببرج الأسد طالع تخطيط المهديّة كسوفا كلّيا مزج بهذا الواقع (١٥٥) بأثر ذلك، قال: وكان من أعظم الأسباب [فيه]- مع قضاء الله تعالى الذي لا يرد - غيبة عسكر السّلطان عن المهديّة ومفاجأة الرّوم دون استعداد لهم وأخذ أهبة للقائهم وخلوّ كافّة النّاس عن السّلاح والعدد وقصر الأسوار وتهدّمها وتكذيب تميم بما يرد عليه من أخبار النّصارى وسوء رأي فلان (١٥٦) متولّي البلاد ومدبّرها اذ ذاك في المنع من الخروج إليهم ولقائهم في الماء فتركوا إلى أن نزلوا


(١٤٥) في ٤ شعبان ٤٥٤/ ١٣ أوت ١٠٦٢ م الرحلة ص: ٢٩، الوفيات ٥/ ٣٤٢، وقيل في سنة ٤٥٥.
(١٤٦) ١٠٦٣ - ١٠٦٤ م رحلة التجاني ص: ٢٨ - ٢٩ بتصرف يسير.
(١٤٧) كذا في ت وط والوفيات. وفي ش: «الكبر».
(١٤٨) وفيات الأعيان ٥/ ٢٣٤.
(١٤٩) بعدها في ت: «ووقف لتنظيمه».
(١٥٠) ينتقل إلى موضع آخر من الرحلة ص: ٣٣١.
(١٥١) ١٠٨٧ - ١٠٨٨ م.
(١٥٢) في الرحلة: «من نزول أهل بيشر وجنوة من النّصارى».
(١٥٣) في الرحلة: «وسبوا».
(١٥٤) في الأصول: «ثلاثمائة» والمثبت من الرحلة التي ينقل عنها المؤلف، وكذا عدد المقاتلين في البيان المغرب ١/ ٣٠١.
(١٥٥) في الرحلة: «فجرى بها هذا».
(١٥٦) هو عبد الله بن منكور كما في البيان المغرب ١/ ٣٠١.