للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في البرّ، وكان من تغلبهم على المهديتين (١٥٧) وعيثهم فيهما ما هو مشهور»، قال التجاني:

«ولجأ تميم إلى قصره المعروف / بقصر المهدي وهو قصر حصين، فأقام به إلى أن وقع الصّلح بينه وبينهم على مائة ألف دينار تدفع لهم ويقلعون بما حصل في أيديهم من المسلمين، فدفعت لهم وأقلعوا بأموال المسلمين ونسائهم وأبنائهم، وفي ذلك يقول أبو الحسن [علي] بن محمّد بن الحدّاد في قصيدة طويلة.

[منسرح]

غزا حمانا العدو في عدد ... هم الدّبا (١٥٨) كثرة أو النغف (١٥٩)

عشرون ألفا ونصفها ائتلفوا (١٦٠) ... من كل أوب (١٦١) لبئسما (١٦٢) ائتلفوا

جاؤوا على غرة إلى نفر ... قد جهلوا في الحرب ما عرفوا

وأقام تميم بعد ذلك بالمهديّة (١٦٣)».

قال في «معالم الايمان»: «إن الشيخ عبد الحميد الصايغ قيرواني سكن سوسة، وأن المعزّ صاحب المهديّة لمّا أراد تولية أبي الفضل بن شعلان قضاء المهديّة شرط ابن شعلان أن لا يتقلد ذلك إلاّ باستجلاب عبد الحميد إلى المهديّة ليقوم بفتواها - اذ لا يرى استفتاء أحد من فقهائها لأمور - فجلب له ولزم المهديّة ودارت عليه فتواها، فلمّا (تغير أهل) (١٦٤) سوسة على تميم قبض على جماعة فيها ابن عبد الحميد، فضربه وغرمه خمسمائة دينار، فباع فيها عبد الحميد كتبه، فكانت سبب انقباض عبد الحميد عن الفتيا، فلقيه بعد ذلك تميم واعتذر إليه، فلم ينفعه، ولزم الانقباض ولزم داره ولم يفت في شيء، وجعل لا يجالس أحدا وتحيّل في الخروج إلى سوسة بعلّة المداواة لحسن هوائها، فبقي على حالته تلك ستة أعوام إلى أن دخل / الافرنج المهديّة واستباحوا أهلها


(١٥٧) كذا في الأصول والرحلة، وفي البيان المغرب: «المدينتين» ١/ ٣٠١.
(١٥٨) في الأصول: «بنت الربى» والتصويب من الرحلة ص: ٣٣٢.
(١٥٩) في ش: «النفقوا» وفي ط: «النقف».
(١٦٠) في الأصول: «ليتلفوا».
(١٦١) في ط: «أرب».
(١٦٢) في الأصول: «بئسما».
(١٦٣) وبعدها في الرحلة: «إلى أن مات سنة إحدى وخمسمائة ١١٠٧ - ١١٠٨ م»، انظر الرّحلة ص: ٣٣٢ - ٣٣٣، نقل عنها بتصرف يسير.
(١٦٤) في المعالم: «شقت سوسة».