للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي عبد الله الأنصاري شهر الصّفّار:

ومن أعيان فقهاء صفاقس الإمام العالم العلاّمة أبو عبد الله محمّد بن أحمد الأنصاري شهر الصّفّار، كان - رحمه الله - فقيها محدّثا إختصر إكمال (٥٥٥) القاضي عياض، وتولّى خطابة الجامع الأعظم بصفاقس، ومقامه مشهور (٥٥٦)، وأنواره ظاهرة، وكراماته باهرة.

قال الشّيخ العمدة المقري أبو عبد الله محمّد الصّنهاجي في شرحه لنظم الخراز (٥٥٧):

قدمنا إلى صفاقس - أدامها الله للمسلمين بالنّصر والتّمكين - لثلاث بقين من شهر ربيع الثّاني من شهور سنة خمس وعشرين وثمانمائة (٥٥٨) فلقينا بها الشّيخ الصّالح سيدي أبا عبد الله محمّد الصّفّار، وكنت أحضر مجلسه وأغتنم بركاته / ويحضر مجلسه من إخوان صالحين واخيناهم (٥٥٩) ونظّمنا الشّيخ معهم في سلك، واجتمعت فيه أيضا مع الشّيخ الخيّر الدّيّن الصّالح سيدي يحيى المصنّف، وأطعمني بيده ودعا لي، جزاهم الله بالجنّة. وفي أثناء الإقامة طلبني الطّالب الخيّر الدّيّن المجتهد المعلّم لأولاد المسلمين سيدي أبو العبّاس أحمد بن علي بن خروف تقرير هذا الرّجز فأخذنا في بسطه اه‍.

وقبر الشّيخ الصّفّار ظاهر مزار خارج البلد، وهو أوّل تربة تلاقي الخارج من باب البلد وليس عليه قبّة بل بيت مسطّح (٥٦٠) ولم نقف على تعيين سنة وفاته، ويؤخذ ممّا ذكره الصنهاجي أنّه من أوّل القرن التّاسع.


(٥٥٥) «إكمال المعلم في شرح مسلم» أكمل به القاضي عياض «المعلم» للإمام المازري، وهو مخطوط لم يطبع.
(٥٥٦) كان بأوّل نهج العيساوية وأدخل بمسجد سيدي عبد المولى.
(٥٥٧) في الأصول: «الخرازي»، محمد بن محمد الشريشي الخراز ورجزه يسمى: «مورد الظمآن في رسم أحرف القرآن» وآخر سماه: «عمدة البيان» وغير ذلك توفي سنة ٧١٨/ ١٣١٨ شجرة النّور ٢٦٥، غاية النهاية لابن الجزري ٢/ ٢٣٧.
(٥٥٨) ٢٠ أفريل ١٤٢٢ م.
(٥٥٩) في ت: «واخينا معهم».
(٥٦٠) وفي السّنين الأخيرة بنت عليه البلدية قبّة.