للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأربعين (٢٢٥)، فدخل دمشق (٢٢٦) أوائل شعبان من السنة، وسيّر العساكر لحصار حمص (٢٢٧)، ثم رجع أول سنة سبع وأربعين وهو مريض.

وقصد الافرنج دمياط (٢٢٨) بعد اجتماعهم بجزيرة قبرس فنزل هو بأشموم ينتظر وصولهم فوصلوا يوم الجمعة العشرين من صفر سنة سبع وأربعين وستمائة (٢٢٩)، وملكوا بر الجزيرة يوم السبت وملكوا دمياط يوم الأحد، ثلاثة أيام متوالية لأن العساكر وجميع أهلها هربوا منها، ثم فكت منهم.

[نهاية الأيوبيين]

وانتقل الملك الصّالح من أشموم إلى المنصورة، ونزل بها وهو في غاية المرض، وأقام بها على تلك الحال إلى أن توفي هناك ليلة الاثنين نصف شعبان من السّنة المذكورة، وحمل إلى القلعة الجديدة في الجزيرة، وترك في مسجدها هنالك، وأخفي موته / مقدار


(٢٢٥) ١٢٤٨ - ١٢٤٩ م.
(٢٢٦) لما مات الملك العادل اختلف أبناؤه الثلاثة: الملك الكامل صاحب مصر، والملك الأشرف صاحب الجزيرة وخلاط، والملك المعظم صاحب دمشق وبيت المقدس، وتحالف الملك المعظم ضدّ أخويه مع جلال الدّين ابن خوارزمشاه ونتيجة لهذا التخوف بعث الملك الكامل إلى الإمبراطور فريدريك الثاني يستقدمه إلى عكا ليشغل أخاه المعظم بما هو فيه، ومات الملك المعظم قبل وصول الإمبراطور لكن فريدريك استولى على بيت المقدس صلحا مع شروط، واستسهل الملك الكامل هذا الصلح للمصلحة نظرا للخلافات في البيت الأيوبي، وتولى الملك الصالح أيوب ابن الملك الكامل ويعتبر آخر سلاطين بني أيوب، وكانت له عداوة مع عمه الملك الصالح اسماعيل الذي استولى على دمشق وتحالف مع الصليبيين وتنازل لهم على بعض البقاع، ونزلت قوات صليبية جديدة قادمة من فرنسا، وجرت بين الملك أيوب مع عمه اسماعيل والصليبيين حروب واسترجع بيت المقدس، وكل هذه الأحداث من احتلال بيت المقدس من طرف الصليبيين إلى حين استرجاعها من طرف الملك أيوب يدخل في باب الحرب الصليبية السادسة، انظر الحروب الصليبية، المرجع السابق ص: ١١٣ - ١١٧.
(٢٢٧) في الأصول: «مصر» والمثبت من الوفيات ٥/ ٨٥.
(٢٢٨) كان استرجاع المسلمين بيت المقدوس رد فعل في أوربا المسيحية تتجلى في الحروب الصليبية السابعة، التي قام بها ملك فرنسا لويس التاسع (St. Louis) التي تجهّز لها تجهيزا عظيما، واصطحب معه الكثير من الأمراء، ومن مراحلها الاستيلاء على دمياط وأسر الملك لويس التاسع، عن هذه الحملة انظر الحروب الصليبية، المرجع السابق ص: ١١٧ - ١٢٢.
(٢٢٩) ٥ جوان ١٢٤٨ م.