للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها كما خاف الكليم - عليه السّلام - (١٣٥) من العصا حين ألقاها فصارت ثعبانا، فلمّا فرغ الطّاعون واطمأنّ وفتح بابه ودخل وخرج أصيب في جوفه، فأقام ثلاثة أيام ثمّ انتقل إلى (١٣٦) رحمة الله تعالى، فكان آخر من أصيب بالطّاعون.

وفيما ذكرناه من وصف البلد مع ما تقدّم في صدر الكتاب كفاية.

[صوف البحر]

وذكر التّجاني أنّ بحر صفاقس يوجد به صوف البحر (١٣٧) الذي يعمل منه الثّياب الرّفيعة الملوكية وربّما وجد في بحرها صدف يشتمل على لؤلؤ صغير الحب (١٣٨) اهـ‍.

قلت: أمّا الصّوف البحري فيوجد منه الأخضر، قيل: إن أهلها كانوا يشتغلون منه بعض الثياب والآن ما رأينا من يستعمل ذلك، وبلغنا أنّ الباشا (١٣٩) - رحمه الله تعالى - أمر أهل جربة فاستخرجوا له صوفا بين السّواد والحمرة واشتغلوا (١٤٠) له منه طيالسة.

وهذا الصّوف ينبت على الحجارة في أقاصير البحر، وأما حبّ اللؤلؤ فما رأيناه ولا أخبرنا أحد / بذلك فلعله كان وانقطع ذلك.


(١٣٥) ساقطة في ط وب وت.
(١٣٦) ساقطة من ش.
(١٣٧) يرى هادي إدريس (R. H. Idriss: La berberie orientale, ٢/ ٦٣٥) ، أنّ صوف البحر قزّ رطب، ينبت في أطراف نوع من المحار المثلّث الشّكل. ولكنّ النّصوص العربية القديمة تعتبره غير ذلك، يقول القلقشندي في صبح الأعشى إعتمادا على إبن سعيد في تقويم البلدان: «ومن بحرها يستخرج الصّوف المعروف عند العامة بصوف السمك الذي تنجز منه الثّياب النّفيسة» قال إبن سعيد: «أنا رأيته كيف يخرج، يغوص الغوّاصون في البحر فيخرجون كمائم شبيهة بالبصل بأعناق، في أعلاها زويرة، فتنشر في الشمس، فتنفتح تلك الكمائم عن وبر، فيمشط ويؤخذ صوفه فيغزل، ويعمل منه طعمة لقيام من الحرير وتنسج منه الثّياب» والنّسيج المصنوع من هذا الصّوف يتلون عند رؤية العين ويدخل في باب الأنسجة المعروفة بالبوقلمون - القرمسود عند العامّة - ومن المؤرخين من يطلق إسم البوقلمون على الصّوف نفسه، أنظر إدريس (La Berberie) ، نفس المرجع، وعلي الزواري، صفاقس، دار الجنوب للنشر، تونس ١٩٨٠ ص: ٦٣.
(١٣٨) رحلة التّجاني ص: ٦٨.
(١٣٩) يقصد علي باشا الأول.
(١٤٠) في ط وب: «اشتغل» وفي ت: «وصنعوا».