للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المستضيء بالله]

وولّي بعده ولده أبو محمد الحسن بن المستنجد، ولقّب «المستضيء بالله»، بويع له يوم وفاة أبيه، وكان حسن السّيرة كريم النفس، أسقط المكوس في أيامه في جميع مملكته، وكثر الثناء عليه، وتوفي مستهلّ (٢٣٥) ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة (٢٣٦).

[الناصر لدين الله]

وولّي بعده ولده أبو العباس أحمد ولقّب «الناصر لدين الله»، بويع له بالخلافة [إثر] (٢٣٧) موت أبيه، وفي أيامه [زادت قوة] (٢٣٨) السلطان صلاح الدّين بن أيّوب المستخلص لبيت المقدّس من أيدي الإفرنج، المستولي على مصر والشام، المزيل للدولة الفاطمية (٢٣٩) المعيد للخطبة بمصر للدولة العباسية، فخطب بها للناصر (٢٤٠) /، وطالت مدة الناصر العباسي (٢٤١)، وكان قبيح السيرة في رعيته، (فأحيى رسوم الخلافة،


(٢٣٥) ٢ ذي القعدة، الكامل ١١/ ٤٥٩.
(٢٣٦) في الأصول: «سنة سبعين وخمسمائة» والمثبت من الكامل ١١/ ٤٥٩.٢٩ مارس ١١٨٠ م.
(٢٣٧) في مكانها في الأصول: «لثمان بقين من ذي القعدة الثاني ليوم» أسقطنا هذه الجملة لأنها تخالف ما أثبته التاريخ وتتضارب مع ما أثبته المؤلف من تاريخ وفاة المستضيء بالله.
(٢٣٨) في مكانها في الأصول: «ظهر» وأسقطنا هذه الكلمة لأنها تخالف الحقيقة التاريخية، فصلاح الدين الأيوبي استوزر في مصر من طرف الخليفة العاضد الفاطمي ولقّبه بالملك النّاصر في ٢٢ جمادى الثاني ٥٦٤ هـ - ٢٣ مارس ١١٦٩ م وذلك في أيّام الخليفة العباسي المستنجد بالله، الكامل لابن الأثير ١١/ ٣٤٣ - ٣٤٤.
(٢٣٩) تمّ ذلك في محرّم سنة ٥٦٧ / سبتمبر ١١٧١ م إذ قطعت الخطبة للعاضد الفاطمي وأقيمت الخطبة العباسية، الكامل ١١/ ٣٦٨.
(٢٤٠) بعدها أسقطنا «ثم وقع بينه وبين الناصر العبّاسي منافرة بسبب تلقّب صلاح الدين بالناصر لدين الله» أسقطناها لمخالفتها الحقيقة التاريخية، فالخليفة الفاطمي العاضد هو الذي خلع عليه لقب الملك الناصر، أنظر الكامل ١١/ ٣٤٤.
(٢٤١) «كانت خلافته ستا وأربعين سنة وعشرة أشهر وثمانية وعشرين يوما. فلم يل الخلافة أطول مدة منه إلاّ ما قيل عن المستنصر بالله العلوي، صاحب مصر، فإنه ولّي ستين سنة، ولا اعتبار به فإنه ولّي وله تسع سنين فلا تصحّ ولايته»، ابن الأثير ١٢/ ٤٣٩.