للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خلافة علي - رضي الله عنه -]

ثم ولي الخلافة بعده الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه وكرّم وجهه - باب مدينة علم رسول الله صلّى الله عليه وسلم زوج البتول، وابن عمّ الرسول، حكمه وأحكامه وخطبه وغرائب علومه، معقولا ومنقولا أمر خارق للعادة، خارج عن طوق البشر، لولا اكرام الله له بهذه الكرامة العظيمة والمنقبة الجسيمة حتى افتتن به الشيعة الرّافضة، ونقل الخلافة إلى الكوفة لعظم العساكر والجنود، ولم تكن في أيّامه فتوح بل كان اشتغاله بقتال الخوارج والبغاة. قتله عبد الرحمان بن ملجم في رمضان سنة أربعين (١٦٢)، وقد نيف عن الستين (١٦٣).

وقصة قتله مبسوطة في السير حاصلها أنه - رضي الله تعالى عنه - لما أباد الخوارج ففي سنة أربعين إلاّ واحدا (١٦٤) اجتمع بمكة ثلاثة من بقاياهم، وتعاهدوا على احتساب انفسهم في إراحة الناس من علي ومعاوية وعمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنهم - وكان تواعدهم ليلة سبع وعشرين من رمضان، فانطلق أحدهم (١٦٥) إلى معاوية ولقبه «البرك» فطعنه بخنجر وهو يصلي، فأصاب إليته فسلمه الله منه، وانطلق الثاني ويعرف بزادوية (١٦٦) فقتل قاضي مصر وهو خارجة (١٦٧) لشبهه بعمرو، فظنه إياه، وانطلق الأشقى عبد الرحمان بن ملجم فأخذ على علي بعض / زوايا المسجد، فكمن به فلما خرج علي ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه فقبض عليه واحتمل علي إلى منزله فتوفي في السابع عشر (١٦٨) من رمضان من السنة المذكورة.


(١٦٢) في ١٧ رمضان / ٢٤ جانفي ٦٦١ م.
(١٦٣) أنظر عن الإختلاف في سنّه «اثنان وسبعون واثنان وستون» مروج الذهب ٢/ ٤١٤.
(١٦٤) ٦٥٩ - ٦٦٠ م وفي مروج الذهب: «سنة أربعين».
(١٦٥) وهو الحجاج بن عبد الله الصريمي ولقبه «البرك» مروج الذهب ٢/ ٤١١ و ٤١٧.
(١٦٦) في الأصول: «رادوية» والمثبت من مروج الذهب ٢/ ٤١١ وقال: «وزادوية مولى بني العنبر» وقيل أنه عمرو بن بكر التميمي. مروج الذهب ٢/ ٤١٧ أنظر أيضا التوفيقات الإلهامية ١/ ٧٢.
(١٦٧) خارجة بن حذافة. أنظر حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام ١/ ٢٩٥. ومروج الذهب ٢/ ٤١٧.
(١٦٨) في الأصول: «ليلة إحدى وعشرين» والمثبت حسب ما اتفقت عليه الروايات، وذكر اليعقوبي ومات ليلة الجمعة أول ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان» ٢/ ٢١٢.