للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ ابن عرفة:

وفي الرابع والعشرين لجمادى الآخرة من السنة المذكورة (٣٣٩) توفي الشّيخ الحجة ابن عرفة، ودفن بجبل الزّلاّج (٣٤٠) وجملة عمره سبعة وثمانون عاما وأشهر، ولذا قال في أبيات له خمّسها في حياته تلميذه الإمام الأبي (٣٤١). /

[متقارب]

علمت العلوم وعلّمتها ... ونلت الرئاسة بل حزتها

وهاك سنيني عددتها (٣٤٢) ... بلغت الثمانين بل جزتها

فهان على النفس صعب الحمام

فلم يبق لي في البقاء (٣٤٣) رغبة ... ولا في العلا والنّهى بغية

وكيف أرجّى (٣٤٤) [ولو] (٣٤٥) لحظة ... وآحاد عصري مضوا جملة

وعادوا خيالا كطيف المنام

ونادى الردى بي ولا لي مغيث ... وحثّ المطية كلّ الحثيث

وإني لراج وحبي أثيث ... وأرجو بها نيل صدق الحديث

بحب اللقاء وكره المقام

فيا رب حقّق رجاء الذليل ... ليحضى بدارك عما قليل

فيمسي رجائي بموتي كفيل ... وكانت حياتي بلطف جميل

لسبق دعاء أبي في المقام

وكان - رحمه الله تعالى - إماما في العلوم العقليّة والنقليّة، صنّف في أكثرها، والغالب على كلامه شدة الإيجاز حتى التحق بالألغاز، واشتغل آخر عمره بالفقه على مذهب مالك، وكان كثير الإعتناء بالمدوّنة ملازما لنظرها محتجبا بها، قرأ القرآن العظيم


(٣٣٩) في الأصول: «السابع والعشرين» والتصويب من تاريخ الدولتين، ٩ فيفري ١٤٠١ م.
(٣٤٠) في الأصول: «الجلاز».
(٣٤١) في الأصول: «الرملي»، ولا يعرف من لقبه الرملي من تلامذة ابن عرفة، والمخمس هو الإمام الأبي.
(٣٤٢) في الأصول: «أعددها».
(٣٤٣) في تاريخ الدولتين: «الورى».
(٣٤٤) في تاريخ الدولتين: «أرجو».
(٣٤٥) ساقطة من الأصول.