للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرخص، وبها بقول ومزارع المقاثي (١٢٦) والقطن والكتّان (١٢٧)، وهي في جنوب الوادي، ويجتاز هذا الوادي إلى غيطة كبيرة من الطرفاء والأنشام، وهي غابة كبيرة ملتفّة والأسود بها كثيرة، وربّما أضرّت بالمار، غير أن أهل تلك النواحي لا يهابونها، وقد تمهروا في مقاتلتها بأنفسهم من غير سلاح، وانما يلقونها بأنفسهم عراة، يلفّون أكسيتهم على أذرعتهم، ويمسكون معهم قتات من شوك السدر، وسكاكينهم بأيديهم لا غير، وقد لقيت الأسود منهم هناك نكايات فلا مهابة لها عندهم بذلك.

ومن أم ربيع إلى قرية ايجيسل (١٢٨) مرحلة، وهي قرية حسنة وبها عيون كثيرة دفّاعة بالماء بين صخور صلدة، وهذا الماء يصرف في كثير من زروعهم.

[آنقال]

ومن هذه القرية إلى قرية آنقال مرحلة، ويقال لها دار المرابطين، وبها عين عليها أقباء، وماؤها معين، وهي حسنة في موضعها، كثيرة الزرع والمواشي والإبل والبقر، ويقابلها فحص طويل قد انحشرت إليه طيور النعام (١٢٩)، فهي في أكنافه سارحة، وعلى مراقيه دارجة، وهى آلاف لا تعدّ ولا تحدّ، وأهل تلك النواحي يصيدونها طردا بالخيل فيقبضون منها جملا كثيرة كبارا وصغارا، وأما بيضها الموجود في هذا الفحص فلا يحاط به كثرة ولا يحصى، ومنه يحمل إلى كل البلاد، وطعامها وخيم يفسد المعدة، وأما لحوم النعام فباردة يابسة وشحومها نافعة من الصّمم تقطيرا ومن سائر الأوجاع البدنية.

[مكول]

ومن آنقال إلى قرية مكول مرحلة، وقرية مكول على بطح (١٣٠)، ويتّصل بها فحص يقال له فحص خرّاز وطوله اثنا عشر ميلا لا ماء به، وقرية مكول كالحصن الكبير، عامرة بالبربر، ولها سوق نافقة، يجلب إليها جميع المجلوبات من السلع والمتاجر التي يحتاج إليها، وبها زروع كثيرة ومواش وأنعام.


(١٢٦) في نزهة المشتاق: «القطاني» وهو تصويب من المؤلف.
(١٢٧) في نزهة المشتاق: «الكمون» وهو تصويب من المؤلف.
(١٢٨) في الأصول: «الجيل» والمثبت من ن. م.
(١٢٩) كذا في ط ونزهة المشتاق، وفي ش وت: «الأنعام».
(١٣٠) في الأصول: «سطح» والمثبت من ن. م. ص: ٧٢.