للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المصمودي:

ومن فقهاء العصر شيخنا أبو الحسن سيدي علي المصمودي. كان - رحمه الله - فقيها، نحويا، عارفا بالنّوازل والأحكام، فرضيا منتصبا لتحمّل الشّهادة، فكان عمدة في التّوثيق والأحكام، ولا يقبل من الشّهادات إلاّ الخالصة من التّمويهات والتّوجيهات والإحتمالات والتّلبيسات، وطلب للقضاء وشهد فيه أهل البلد بأنّه أهل له وأنزلوا بذلك أمرا من السّلطان بتونس، فذهب للسّلطان واعتذر واستعفى فعوفي.

وتفقّه بأبي عبد الله الشّيخ سيدي محمّد كمّون وغيره إلاّ أنّ اعتماده عليه.

وأخذ عنه أبو عبد الله الشّيخ محمّد المصمودي القاضي، ولمّا أراد أخذ النّحو عنه شرط عليه أنّ كل قاعدة / تعلّمها ولحن في جزء من جزئيّاتها ضربه عشرة أسواط كالمعلّم مع أطفال المكتب، فقبل ذلك منه، وانتفع به في أقرب مدّة، وكان حسن التّعليم لقوّة نصحه وشدّة حرصه.

وكان عالي الهمّة لا يبالي بأولي الأحكام والأمراء، منقبضا عن النّاس إلاّ بقدر الحاجة، ذا عفّة وصيانة.

توفّي - رحمه الله تعالى - شهيدا بالطّاعون سنة تسع وتسعين ومائة وألف (٥٢٤).

ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم الجمّني:

ومن أجلّ أعيان المتأخّرين الشّيخ شيخ شيوخنا أبو إسحاق سيدي إبراهيم الجمّني - رحمه الله تعالى -.

وهو إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم (٥٢٥) بن أبي بكر بن عمر بن محمّد بن عبد الله ابن منصور بن عبد العزيز بن معين نزيل الجديدة، قرية من قرى المدينة المشرفّة على صاحبها أفضل الصّلاة والسّلام، وانتقل معين المذكور ونزل جمّنة، قرية من قرى نفزاوة، واستوطنها وتناسل منه أجداد الشّيخ سيدي إبراهيم، وهم أجلّة أعيان، وكان والده عبد الله فقيها صالحا، وكذا جدّه للأب إبراهيم كان على قدم الأفاضل، وكذا جدّه للأمّ سيدي علي بن حامد، وهو الّذي كان أخذ على الشّيخ الخرّوبي


(٥٢٤) ١٧٨٤ - ١٧٨٥ م.
(٥٢٥) النّقل من الحلل السّندسيّة ٣/ ٢٨٧ وما بعدها.