للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقبل عمله، وهو رجل مسلم حسن الإسلام محبّ لأهل الخير وكل من ذكره ذكره بخير، أدام الله بقاءه وأعانه على طاعته، وأجرى الصالحات على يديه، ونصره على الكفرة أعداء الدين، وحفظه ورعاه) (٢٣٧).

[المسيلة]

ومن مدينة تنس إلى المسيلة من بلاد بني حمّاد بالغرب الأوسط، وهي مدينة استحدثها علي بن الأندلسي في ولاية ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (٢٣٨) بن علي ابن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - وهي عامرة في بسيط من الأرض، ولها مزارع ممتدة، ولأهلها سوائم خيل وأنعام، ولها جنّات وعيون وفواكه، وبقول ولحوم، ومزارع قطن وحبوب، ويسكنها من البربر بنو برزال، وبنو زنداح، وهوّارة (٢٣٩)، وصدراتة (٢٤٠)، ومزاتة (٢٤١)، وهذه المدينة عامرة بالتجّار وهي على نهر فيه ماء كثير منبسط على وجه الأرض، وليس بالعميق، وهو عذب، وفيه سمك صغير، عليه طرق حمر حسنة، ولم ير في معمور الأرض سمك على صفته، وأهل المسيلة يفتخرون به ويكون مقداره من شبر فدون وربّما صيد منه الكثير، فاحتمل منه إلى قلعة بني حمّاد، وبينهما اثنا عشر ميلا.

[الطريق من وازلفن إلى مليانة]

فالطريق أن تخرج من تنس إلى بني وازلفن مرحلة لطيفة في جبال وعرة شواهق متصلة، وهي قرية كبيرة لها كروم وجنّات ذوات سوان لزرع البصل، والحنّاء، والكمّون، ومعظمها على نهر شلف.


(٢٣٧) ما بين القوسين اضافة من المؤلف عمّا في نزهة المشتاق، تتعلق بأحداث معاصرة له.
(٢٣٨) في الأصول: «حسين»، والمثبت من نزهة المشتاق ص: ٨٥. ومن المعروف أن السلالة الادريسية حسنيون لا حسينيون، ويفهم من كلام البكري، ص: ٥٩، أنها أسست في عهد أبي القاسم اسماعيل بن عبيد الله الفاطمي لا في عهد الأدارسة.
(٢٣٩) كذا في ط ونزهة المشتاق وفي ت: «سوارة» ص: ٨٦.
(٢٤٠) في ت: «صدارة»، ص: ٨٦.
(٢٤١) في الأصول: «مزانة» والمثبت من ن. م.