للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك من طبنة إلى باغاية (٣٦٩) أربع مراحل.

ومن طبنة شرقا إلى دار ملّول مرحلة كبيرة، وكانت فيما سلف من الدّهر مدينة عامرة، وأسواقها / قائمة، ولها مزارع وغلاّت جمّة، وفيها حصن مطلّ فيه مرصد من البلد، ينظر إلى محال العرب في بلادهم ويتطلع منه إلى ما بعد من الأرض، وشربهم من ماء عيون بها جارية، وبين دار ملّول ونقاوس ثلاث مراحل، وجبل أوراس منها على مرحلة وزايد.

ومن دار ملول إلى القلعة ثلاث مراحل.

وجبل أوراس (قطعة يقال إنها متصلة من جبل درن بالمغرب كالاّم محني الأطراف) (٣٧٠) وطوله نحو من اثني عشر ميلا، ومياهه كثيرة، وعماراته متسعة [وفي أهله نخوة وتسلّط على من جاورهم من الناس] (٣٧١).

وبين سطيف وقسنطينة أربع مراحل، وبقرب سطيف جبل به قبائل كتامة، وبه حصن حصين ومعقل منيع، وكان سابقا من عمالة بني حمّاد، ويتّصل بطرفه من جهة المغرب جبل يسمّى جلاوة، وبينه وبين بجاية مرحلة ونصف.

وقبيلة كتامة تمتدّ عمارتها إلى أن تتجاوز أرض القل وبونة (٣٧٢).

[بلزمة]

وبمقربة من قسنطينة حصن يسمّى بلزمة، وبينهما يومان، وهو حصن لطيف، وفي أهله عزة ومنعة، وله ربض وسوق، وبه آبار طيّبة، وماؤه غدق، وهو في وسط فحص أفيح، وبناؤه بالحجارة الكبار القديمة، ويذكر أهل تلك الناحية أنه من أيام المسيح - عليه السّلام - وهذا السّور يراه الراؤون من خارج عاليا، والمدينة في ذاتها مردومة بالتّراب والأحجار، فإذا نظر الناظر / من خارج رأى سورا كاملا، وإذا دخل المدينة لم يجد سورا لأن أرض الحصن متساوية لشرفات السور، وهذا غريب في البناء.


(٣٦٩) في الأصول: «باغية» والمثبت من معجم البلدان ٢/ ٣٢٥ والمسالك والممالك للبكري ص: ٥٠ وكتبها الادريسي «باغاي».
(٣٧٠) كذا في ش ون. م. وفي ت وط: «يقال أنه قطعة من جبل درن المغرب وهي كالاّم منحنية الاطراف».
(٣٧١) اضافة من نزهة المشتاق هامة للتعرف على سكان جبل أوراس.
(٣٧٢) حذف المؤلف ما يتعلق بقبيلة كتامة، وهو نصف صفحة تقريبا ولعله حذفه لأن فيه من عادتهم ما يخل بالمروءة والآداب.