للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومدينة داي في أسفل جبل خارج من جبل درن، وهي مدينة بها معدن النحاس [الخالص] (١٥٦) الحلو، ولونه إلى البياض يحتمل التّزويج ويدخل في لحام الفضة وهو إذا طرق جاد، ولم يتشرح (١٥٧) كما يتشرح غيره من أنواع النحاس، وهذا المعدن ينسبه العوام إلى السوس، وليست مدينة داي من بلاد السوس، لأن بينهما مسافات أيام كثيرة، ومن هذا المعدن يحمل إلى سائر البلاد، ويتصرف به في كثير من الأعمال.

ومدينة داي صغيرة، لكنها كثيرة العامر، والقوافل عليها واردة ومنها صادرة، ويزرع بها وبأرضها كثير القطن، وبمدينة تادلة أكثر، فيخرج منها إلى كلّ الجهات، ومنه كل ما يعمل من الثّياب القطنية ببلاد المغرب [الأقصى] (١٥٨).

وبهذين البلدين أرزاق ومعايش وخصب ونعم شتّى، وأهلها أخلاط من البربر.

وفي شرقي تادلة وداي من البرابر بنو وليم (١٥٩) وبنو ويزكون (١٦٠)، ومنداسة.

ويسكن بهذا الجبل النازل (١٦١) إلى داي قوم من صنهاجة يقال لهم أملو (١٦٢).

[الطريق من تادلة إلى فاس]

ومن مدينة تادلة إلى مدينة تطّن وقرى أربع مراحل، وهي مدينة صغيرة، لكنها متحضرة يسكنها قوم من أخلاط البربر، وبها مزارع وحنطة كثيرة ولها مواش وأغنام.

ومن مدينة تطّن وقرى إلى مدينة سلا التي على الساحل يومان.

ومن مدينة سلا إلى مدينة فاس أربع مراحل.

[فاس]

ومدينة فاس منقسمة بمدينتين بينهما نهر كبير يأتي من عيون تسمّى عيون صنهاجة، وعليه في داخل المدينة أرحاء كثيرة لطحن الحنطة بلا ثمن له خطر، والمدينة الشّمالية منهما تسمّى القرويين، والجنوبية تسمّى الأندلسيين، وماء الأندلسيين قليل، يشقها نهر


(١٥٦) اضافة من ن. م. ص: ٧٤.
(١٥٧) في ت: «يشترح».
(١٥٨) اضافة من نزهة المشتاق ص: ٧٥.
(١٥٩) في الأصول: «وليهم» والمثبت من ن. م. ص: ٧٥.
(١٦٠) في الأصول: «وركون» والمثبت من ن. م.
(١٦١) في الأصول: «بجبل نازل» والمثبت من ن. م.
(١٦٢) عن داي وتادلة، أنظر نزهة المشتاق ص: ٧٤ - ٧٥.