للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّلطان سليم خان الأوّل الغازي:

فاستقل بالسّلطنة بعده (٢٨٧) ولده السّلطان سليم خان الأوّل كاسر أكاسرة العجم، وفاتح أقاليم مصر والشّام - طيّب الله ثراه وجعل الجنّة متقلبه ومثواه - مولده في أماسية (٢٨٨) سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة (٢٨٩)، وجلس على تخت السلطنة سنة وفاة والده وعمره إذ ذاك ست / وأربعون سنة، ومكث في السّلطنة تسع سنين وثمانية أشهر، ووفاته عن أربع وخمسين سنة (٢٩٠) - كان رحمه الله - سلطانا قاهرا قوي البطش، كثير الفحص عن أخبار الملوك والرعايا، وكان يغيّر زيه ولباسه باللّيل والنّهار ليتفقّد أحوال رعيّته وأسرار مملكته، وله عدّة مصاحبين يدورون تحت قلعته وأسواق بلده والجمعيات (٢٩١) والمحافل، ومهما سمعوا شيئا ذكروه له في مجلس المصاحبة فيعمل على مقتضى ما يثبت عنده، وكان - رحمه الله - قامعا للبدعة.

حركة شاه اسماعيل ومقاومة السّلطان سليم له:

فمن ذلك أنه ظهر غاية الظهور في أيّامه شاه إسماعيل إبن الشيخ حيدر إبن الشّيخ جنيد إبن الشّيخ إبراهيم، إبن السّلطان خواجا شيخ (٢٩٢) علي إبن السّلطان صدر الدّين موسى إبن الشّيخ صفي الدّين (٢٩٣) صاحب زاوية أردبيل (٢٩٤) له سلسلة في الصّلوحية،


(٢٨٧) النّقل من الإعلام من ترجمة سليم خان ص: ٢٦٦.
(٢٨٨) كذا بالأصول والإعلام، ومن كتبها: «أماسيا».
(٢٨٩) ١٤٦٧ - ١٤٦٨ م.
(٢٩٠) كذا بالأصول والإعلام، والصّحيح عن ٥١ سنة لأنّ ولادته كانت في سنة ٨٧٥/ ١٤٧٠ - ١٤٧١ ووفاته في ٩ شوال سنة ٩٢٦/ ٢٢ سبتمبر ١٥٢٠، ويلقب بياوز أي القاطع، أنظر تاريخ الدولة العلية ص: ١٩٧.
(٢٩١) في الأصول: «الجمعياة».
(٢٩٢) في الأصول: «السلطان خواجا الشيخ» والمثبت من الإعلام ص: ٢٧١، وهو علاء الدّين أبو الحسن علي إبن الشّيخ صدر الدّين إبن الشّيخ صفي الدّين الأردبيلي، توفّي بالقدس في جمادى الأولى سنة ٨٣٢، أنظر الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل لمحي الدين الحنبلي ٢/ ١٦٩، دار الجيل لبنان ١٩٧٣.
(٢٩٣) إسحاق الأردبيلي وإليه ينسب أولاده فيقال لهم الصّفويون، الإعلام للنهروالي ص: ٢٧١.
(٢٩٤) في الأصول: «أدربيل» والمثبت من الإعلام، قال عنها ياقوت: «من أشهر مدن أذربيجان. . . وقال أبو سعد: لعلّها مسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يانون» معجم البلدان ١/ ١٤٥.