للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّالكين في مقامات اليقين، فقد دخل الخلوة، وإرتاض بها، ودخل معه مولانا الشيخ محيي الدّين ياوضي أفندي، والد مولانا أبي السعود أفندي المفتي المفسّر - رحمهم الله ونفعنا بهم - وكان رحمه الله ابتنى الجوامع / والمدارس والعمارات ودار الضّيافات والتّكايا والزوايا ودار الشّفاء للمرض والحمّامات والخانات والجسور، ورتّب للمفتي الأعظم ومن في رتبته من العلماء في زمنه لكل عام عشرة آلاف عثماني، ولكل واحد من مدرسي الثمانية من مدارس والده المرحوم السّلطان محمد خان في كلّ عام سبعة آلاف عثماني، (ولمدرسي شرح المفتاح لكلّ واحد أربعة ألاف عثماني) (٢٨٢)، ولكلّ واحد من مدرسي شرح التجريد (٢٨٣) ألفي عثماني، وكذلك رتّب لمشايخ الطّريق إلى الله تعالى ومريديهم وأهل الزّوايا لكلّ واحد على قدر مرتبته وإستحقاقه هذا غير كسوة الصيف من الأصواف ونحوها، وغير كسوة الشتاء من الفراء (٢٨٤) والجوخ لكلّ واحد منهم على قدر مرتبته، فصار ذلك قانونا جاريا بعده مستمرّا، وكان له - رحمه الله - عدّة أبناء كرام أعلاهم في الكمالات السّلطان سليم، فولاّه بحياته لما رأى فيه من علامات السّعادة (٢٨٥) الزائدة على إخوته إلى أن حضرت وفاة السّلطان بايزيد - رحمه الله - سنة ثمان عشرة وتسعمائة (٢٨٦) وعمره اثنتان وستون سنة.


(٢٨٢) ما بين القوسين ساقط من ط.
(٢٨٣) تجريد العقائد، تأليف نصير الدّين محمّد بن محمّد الطّوسي (ت.٦٧٢/ ١٢٧٣) قال في كشف الظنون ٣٤٦: «هو كتاب مشهور إعتنى عليه الفحول وتكمّلوا عليه بالرد والقبول له شروح كثيرة وحواش عليها. وممّن شرحه شمس الدّين محمّد بن عبد الرّحمان الإصبهاني (ت.٧٤٦/ ١٣٤٥) وإشتهر هذا الشّرح بين الطّلاّب بالشّرح القديم، وعليه حاشية عظيمة للسّيّد الشّريف الجرجاني (ت.٨١٦/ ١٤١٤) وقد اشتهر هذا الكتاب بين علماء الروم (الأتراك) بحاشية التجريد والتزموا تدريسه بتعيين بعض السّلاطين الماضية، ولذلك كثرت عليه الحواشي والتعليقات، وهي من تأليف علماء الأتراك وهي كثيرة، وله شروح من علماء آخرين». انظر كشف الظنون ١/ ٣٤٦ - ٣٥١.
(٢٨٤) في الأصول: «الفراوي».
(٢٨٥) السّلطان بايزيد الثّاني عصاه أولاده وتمرّدوا عليه وقادوا الجيوش ضده وابنه سليم ممن تمرّد عليه وكان محبوبا من الجند لمحبته للحرب، وقد فرضه الأنكشارية على والده السّلطان وألزموه بالتنازل لفائدته فقبل واستقال في ٨ صفر ٩١٨/ ٢٥ أفريل ١٥١٢ وبعد ٢٠ يوما سافر للإقامة ببلد ريموتيفا فتوفّي في الطّريق يوم ١٠ ربيع الأول سنة ٩١٨/ ٢٦ ماي ١٥١٢ عن ٦٧ سنة ومن حكمه ٣٢ سنة (تاريخ الدولة العلية ١٨٧).
(٢٨٦) ١٥١٢ م.