للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة أبي عمرو عثمان الصّدفي المعروف بابن الضّابط:

ومن علماء صفاقس (٢٢٩) وشعرائها المتقدّمين ولم يذكره إبن رشيق / في الأنموذج وهو من المعاصرين له أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمّود الصّدفي المعروف بابن الضّابط، الإمام المحدّث الشّاعر، له رحلة إلى المشرق وأخذ فيها عن جماعة يطول تعدادهم، منهم الحافظ أبو نعيم، صحبه باصبهان، وكتب عنه كثيرا، ذكر أنّه كتب عنه بخطّه مائة ألف حديث، وكان يقول: لم ألق مثل أبي نعيم علما وعملا، ثمّ توجّه إلى الأندلس سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة (٢٣٠) فأقرأ بها وأخذ عنه علماؤها وأثنوا عليه، وعاد منها إلى القيروان (٢٣١)، فوجّهه صاحبها الصنهاجي (٢٣٢) رسولا إلى القسطنطينية (٢٣٣) فمات في طريقه إما صادرا أو واردا بعد أربعين وأربعمائة (٢٣٤)، وذكره أبو عمرو بن الحذّاء (٢٣٥) في تسمية رجاله الذين التقى بهم، فقال: قدم علينا طليطلة وسنه نحوا من خمسين سنة، وكانت له رواية واسعة وكتب كثيرة قد رواها بالعراق وبالشّام والحجاز ومصر، وتجوّل عندنا بالأندلس نحو عامين، ثمّ انصرف إلى القيروان، وكان لي صديقا وتكررت كتبه إلى من القيروان إلى أن أرسله الصنهاجي إلى القسطنطينية فبلغتنا وفاته.

وذكره الحميدي (٢٣٦) أيضا فقال: كان حافظا عاقلا، قرأت عليه كثيرا وكتبت عنه وأنشدني:

[المتقارب]

إذا ما عدوّك يوما سما ... إلى حاجة (٢٣٧) لم تطق نقضها

فقبّل ولا تأنفنّ كفّه ... إذا أنت لم تستطع عضّها


(٢٢٩) النقل من رحلة التجاني ص: ٧٨.
(٢٣٠) ١٠٤٤ - ١٠٤٥ م.
(٢٣١) في أواخر سنة ٤٣٨/ ١٠٤٧ م.
(٢٣٢) هو المعز بن باديس.
(٢٣٣) هذه المرّة الثّانية التي وجّهه فيها المعزّ بن باديس إلى القسطنطينية.
(٢٣٤) ١٠٤٩ م.
(٢٣٥) في الأصول: «بن الجواد»، والتّصويب من الرّحلة ص: ٧٩.
(٢٣٦) في جذوة المقتبس ص: ٢٨٥ - ٢٨٦ (ط. مصر) ٢/ ٣٨٧ - ٣٩٠.
(٢٣٧) في الرّحلة: «حالة».