للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك كتب السّير. توفي - رضي الله تعالى عنه - في آخر سنة ثلاث وعشرين (١٥٧)، وسنه ثلاثة وستون سنة. قتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة في المسجد وقت الغلس.

[خلافة عثمان - رضي الله عنه -]

وجعل الأمر بعده شورى في ستة (١٥٨): عثمان، وطلحة، وعلي، والزّبير، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرّحمان بن عوف - رضي الله تعالى عنهم - فوقع الاتفاق على عثمان بن عفان ذي النّورين، شهيد الدّار، من استحيت منه ملائكة الرحمان. وفي أيّامه - رضي الله تعالى عنه - تواردت أمراؤه على افريقية، ووقع في المغرب الفتح العظيم، - حسبما يأتي إن شاء الله تعالى -. ومآثره ومفاخره لا تحصى، أعتق نحو ألفين وجهز جيش العسرة (١٥٩) فقال له - عليه الصّلاة والسّلام - «ما على عثمان ما فعل بعد اليوم» (١٦٠) وقال عليه الصّلاة والسّلام - «اللهم اغفر له ما أقبل وما أدبر وما أخفى وما أعلن وما أسرّ وما أجهر» / قتل بداره شهيدا أيام التّشريق سنة خمس وثلاثين (١٦١)، وسنه اثنان وثمانون سنة.


(١٥٧) في ٢٦ من شهر ذي الحجة / ٣ نوفمبر ٦٤٣ م.
(١٥٨) في ت: «ستة رجال».
(١٥٩) وذلك في غزوة تبوك، وفي الأصول: «العشرة».
(١٦٠) ونقل ابن حجر في فتح الباري عن الطبراني قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا يضر عثمان ما فعل بعدها»، مطبعة السلفية مصر ٨/ ١١١. وجاء في السّيرة النبوية لابن هشام، ط دار الجيل، بيروت، ج ٤ ص: ١١٩ تحت عنوان: ما أنفقه عثمان، قال ابن هشام حدثني من أثق به أن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار. فقال رسول صلّى الله عليه وسلم: «اللهم أرض عن عثمان فإني عنه راض» جاء في كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول للشيخ منصور علي ناصف، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج ٤ ص: ٣٣٠: وقال عبد الرحمان بن خبّاب: شهدت النبيء صلّى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان وقال: يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال: يا رسول الله علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال: يا رسول الله علي ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله تعالى فأنا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه (رواه الترمذي). ونقل صاحب التاج في نفس المرجع ص: ٣٢٩ عن الترمذي «جاء عثمان إلى النبي صلّى الله عليه وسلم بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة فينثرها في حجرة فرأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم.
(١٦١) في ١٨ ذي الحجة / ١٧ جوان ٦٥٥ م.