للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحوالها طائلة، وسمّيت مكناسة باسم مكناس البربري لما نزلها مع بنيه عند دخولهم (١٨٠) المغرب، وأقطع كل ابن من بنيه قطعة (١٨١) يعمرها مع ولده، وكل هذه المواضع التي أحلهم فيها تتجاور وتتقارب أمكنة بعضها من بعض، وبلاد مكناسة منها التي تسمّى بني زياد، وهي مدينة عامرة لها أسواق عامرة، وحمّامات وديار حسنة، والمياه تخترق أزقتها، ولم يكن في أيام المللثم بعد تاقررت (١٨٢) أعمر قطرا من بني زياد، وبينهما نحو من ربع ميل (١٨٣).

[بني تاورة]

ومنها إلى بني تاورة نحو ذلك، وبين تاورة وتاقررت نحو ذلك، وكانت مدينة تاورة متحضرة جامعة عامرة، والماء يأتيها من جنوبها (١٨٤) من نهر كبير، فينقسم في أعاليها (١٨٥) ويمرّ ما انقسم هناك من المياه فيخترق جميع أزقّتها [وشوارعها] (١٨٦) وأكثر دورها، وبين تاورة وبني زياد مدينتان صغيرتان إحداهما القصر، وهي مدينة صغيرة في الطريق.

[السوق القديمة]

ومن تاقررت إلى السّوق القديمة على رميتي سهم، وهذه المدينة بناها بعض أمراء الملثمين (١٨٧) وجعل لها سورا حصينا، وبنى بها قصرا حسنا، ولم تكن بها أسواق كثيرة ولا طائل تجارات، وإنما كان ذلك الأمير يسكنها مع جملة (١٨٨) بني عمّه، والمدينة الأخرى في شرقي هذه المدينة، وتعرف ببني عطّوش، وهي ديار متّصلة، وعمارات في بساتين لهم، ولهم هناك أشجار وغلاّت وزيتون كثير وتين وأعناب وفواكه جمة رخيصة في أسعارها، وفي أسفل هذه المنازل قبيلة من مكناسة على مجرى الماء الذي يأتي من بني


(١٨٠) في نزهة المشتاق: «حلولهم بالمغرب».
(١٨١) في نزهة المشتاق: «بقعة».
(١٨٢) في الأصول: «تاغورت».
(١٨٣) عن مكناسة أنظر النص الكامل للادريسي نزهة المشتاق ص: ٧٦ - ٧٧.
(١٨٤) في الأصول: «جوانبها» والمثبت من ن. م. ص: ٧٧.
(١٨٥) في نزهة المشتاق: «أعلاها».
(١٨٦) اضافة من ن. م.
(١٨٧) في نزهة المشتاق: «أمير من أمراء الملثمين».
(١٨٨) في الأصول: «جملة» والمثبت من ن. م.