للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حصن بشر]

وأما حصن بشر فهو قلعة عامرة من أعمال بسكرة، وهو في ذاته حصن جليل ومعقل جميل، وله عمارات، وبينه وبين بجاية أربعة أيام، وهو إلى قسنطينة أقرب، وبينهما يومان (٣٧٣). وقد ذكرنا من صفات البلاد وغرائب البقاع التي تضمنها هذا الباب ما فيه كفاية.

فلنرجع إلى ذكر سواحل ما تضمنه، وأجوانه، ومراسيه، فنبدأ من فم الزقّاق داخلا في البحر الشامي مع ذكر مبادئ البحر المحيط من فم الزقاق، ونعرض عن باقيه غير ما تقدمت الإشارة إليه وذلك لأن الحاجة ماسّة كثيرا إلى مراسي البحر الشامي أكثر من مراسي المحيط (٣٧٤).

[سبتة]

فنقول (٣٧٥): والابتداء من سبتة، قد تقدم أن سبتة تقابل الجزيرة الخضراء، وهي سبعة جبال صغار متصلة، طولها من المشرق إلى المغرب نحو ميل، ويتصل بها من جهة المغرب وعلى ميلين [منها] (٣٧٦) جبل موسى بن نصير فاتح الأندلس في صدر الإسلام، سمّي به لنزوله به عند إرادته عبور الأندلس، (وتجاه هذا الجبل) (٣٧٧) جنّات وبساتين، وأشجار وفواكه كثيرة، وقصب سكّر، وأترج، فيتجهز به إلى ما جاور سبتة من البلاد لكثرة الفواكه بها، ويسمّى / هذا المكان الجامع لهذا كله بليونش (٣٧٨) وبهذا الموضع مياه جارية، وعيون مطردة، وخصب زائد، ويلي المدينة من جهة المشرق جبل عال، يسمّى جبل المينة (٣٧٩)، وأعلاه بسيط، وبأعلاه سور بناه محمد بن أبي عامر عندما جاز إليها من الأندلس وأراد أن ينقل المدينة إلى أعلى الجبل فمات عند فراغه من بناء السور وعجز أهل سبتة عن الانتقال إلى هذه المدينة المسمّاة بالمينة فمكثوا في مدينتهم وبقيت المينة خالية، وإنما سمّيت سبتة بهذا الاسم لأنها جزيرة منقطعة، والسبت


(٣٧٣) في نزهة المشتاق: «مرحلتان».
(٣٧٤) نقل بالمعنى: ص: ٩٩.
(٣٧٥) يقول لكن على لسان الادريسي بتصرف، النقل هنا يبدأ من ص: ١٦٦.
(٣٧٦) اضافة من نزهة المشتاق للتدقيق ص: ١٦٧.
(٣٧٧) في نزهة المشتاق: «تجاوره».
(٣٧٨) في الأصول: «بلبونس» والمثبت من ن. م. ص: ١٦٧.
(٣٧٩) في الأصول: «المنية» والمثبت من ن. م. والبكري ص: ٦٦.