للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجمعان نصر الله عساكر الاسلام ليلة الجمعة سابع رجب سنة ثمان عشرة وستمائة (٢١٧) وتمّ الصّلح بينهم وبين المسلمين في حادي عشر الشهر المذكور، ورحل الافرنج عن البلاد بشعبان من السنة المذكورة، فكانت مدّة اقامتهم ما بين الشّام والدّيار المصرية أربعين شهرا وأربعة عشر يوما» (٢١٨)، واتفق «أن نزولهم على دمياط كان يوم الثلاثاء وكان يوم احاطتهم بها، وكذا يوم أخذها، وقد جاء في الخبر أن الله خلق المكروه يوم الثلاثاء» (٢١٩)، ولمّا «رجع الملك الكامل منصورا ودامت أيامه واتّسعت مملكته الشرقية من آمد، وحصن كيفا، وحرّان، والرّها، ورأس العين، وسروج، وما انضم إلى ذلك، أعطى ولده الملك الصّالح أبا الفتح أيوب الملّقب نجم الدّين البلاد الشرقيّة، وأعطى ولده الأصغر الملك العادل سيف الدّين أبا بكر الدّيار المصريّة، ثم اتسعت / مملكة الملك الكامل حتى خطب الخطيب يوم الجمعة بمكّة المشرفة، ودعا للملك الكامل فقال: صاحب (٢٢٠) مكّة وعبيدها، واليمن وزبيدها، ومصر وصعيدها، والشّام وصناديدها، والجزيرة ووليدها، سلطان القبلتين، وربّ العلامتين، وخادم الحرمين الشّريفين، الملك الكامل أبو المعالي ناصر الدّين محمد خليل أمير المؤمنين.

ولم يزل على ملكه إلى أن توفي يوم الأربعاء بعد العصر، ودفن بدمشق يوم الخميس الثاني والعشرين من رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة» (٢٢١).

الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب والحروب الصليبية السادسة

ثم «تقلبت الأحوال بالملك الصّالح نجم الدّين أيوب إلى أن تملك مصر (٢٢٢) سنة سبع وثلاثين وستمائة (٢٢٣)، ثم أخذ دمشق (٢٢٤)، ثم مضى إلى الشّام سنة ست


(٢١٧) ٢٧ أوت ١٢٢١ م.
(٢١٨) الوفيات ٥/ ٨٠.
(٢١٩) الوفيات ٦/ ٢٥٨ من ترجمة يحيى بن منصور الجراج.
(٢٢٠) في الأصول: «ملك» ٥/ ٨٢.
(٢٢١) ١٠ مارس ١٢٣٨ وترجمة الملك الكامل محمد بن الملك العادل في وفيات الأعيان ٥/ ٧٩ - ٨٣.
(٢٢٢) عن تقلبات الأحوال بالملك الصالح نجم الدّين أيوب وتملكه لمصر، انظر وفيات الأعيان ٥/ ٨٤ - ٨٥ في آخر ترجمة الملك الكامل.
(٢٢٣) ١٢٣٩ - ١٢٤٠ م، نازع فيها أخاه الملك العادل ابن الملك الكامل.
(٢٢٤) من عمه الملك الصالح.