للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرفيع (٢٦٠) فمن ثم طلب المولى ابراهيم ابن السّلطان أبي بكر أخا (٢٦١) الفضل، وبايعه في اليوم المذكور، وكان يوم بيعته صغير السن مناهز البلوغ، فاستخرجه ابن تافراجين من داره بعد أن بذل لأمه من العهود ما أرضاها (٢٦٢)، وجاء به إلى القصر وأقعده على كرسي الخلافة، وهو السّلطان أبو اسحاق ابراهيم ابن السّلطان / أبي بكر، فعقد له البيعة، فبايعه النّاس خاصة وعامة، وكان ذلك في الحادي عشر لجمادى الأولى سنة احدى وخمسين وسبعمائة (٢٦٣)، ودخل بنو كعب فأتوه طاعتهم، وسيق إليه أخوه الفضل فاعتقله، وغطّ ليلا بحبسه حتى فاضت روحه، وخوطب العمال في الجهات، فأخذوا البيعة في قبلهم، ووقف ابن تافراجين بين يدي الأمير المولى السّلطان أبي اسحاق ابراهيم، ومهّد أموره وأحكم دولته، ولقب «بالمستنصر بالله»، وتغلّب ابن تافراجين على دولته مستبدا بتدبير الملك، واستخلص البلاد من أيدي العرب بأحسن الوجوه، فاستجبى المجابي المخزنية.

[حركة أبي عنان المريني في اتجاه تونس]

ولما كان آخر شعبان من سنة ثمان وخمسين وسبعمائة (٢٦٤) قدم السّلطان أبو عنان فارس المريني وهو يسوق الدّنيا (٢٦٥)، فاستولى على البلاد حتى انتهى إلى قسنطينة، فلما فتحها بعث رسله إلى أبي محمد بن تافراجين في الأخذ بطاعته والنزول عن تونس، وقدم أسطوله في البحر أوائل رمضان (٢٦٦)، فجاهر (٢٦٧) من نزل منهم إلى البر بالمنكر في رمضان وفيما بعده، ولما طلب النزول عن تونس ردّهم ابن تافراجين، وأخرج سلطانه أبا اسحاق


(٢٦٠) محاولة ابن تافراجين في طلب الملك لنفسه ومنع القاضي ابن عبد الرفيع له خبر انفرد به المؤلف ولم نجد له ذكرا في تاريخ ابن خلدون وتاريخ الدولتين والفارسية في مبادئ الدولة الحفصية.
(٢٦١) في الأصول: «أخو الفضل».
(٢٦٢) في الأصول: «رضيها».
(٢٦٣) ١٧ جويلية ١٣٥٠ م.
(٢٦٤) ١٧ أوت ١٣٥٧ م، عن هذه الأحداث أنظر تاريخ الدولتين ص: ٩٢ - ٩٣.
(٢٦٥) في ط: «يسوس».
(٢٦٦) استولت عساكر بني مرين على تونس في شهر رمضان المعظم من سنة ثمان وخمسين: تاريخ الدولتين ص: ٩٧، وانظر تاريخ ابن خلدون ١٣/ ٦١٨.
(٢٦٧) هذا لم يذكره أحد من المؤرخين السابقين في سياق الكلام عن حملة أبي عنان المريني على تونس.