للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتعين ترجع إلى العقائد لا إلى العمل، فيجب البحث عن ذلك لتحصيل كمال المعتقد بذلك» اهـ‍.

فهو صلّى الله عليه وسلم ختم الله (١٤٧) به الرّسالة، وأنقذ به الخلق من الكفر والضّلالة، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، فأتمّ الله به على خلقه النّعمة، وظهر من معجزاته ما قامت به الحجة، وقد اعتنى الأيمة بضبط نسبه ومولده وبعثته، وهجرته ومغازيه، وفتوحاته وشرائعه، وشمائله وحياته ما هو مشهور مسطور.

وأما وفاته ففي «طبقات المناوى» ابتداء مرضه صلّى الله عليه وسلم في العشر الأخيرة من صفر سنة إحدى عشرة (١٤٨) في بيت أم المؤمنين ميمونة - رضي الله تعالى عنها - فلما اشتدّ وجعه تحرّك لبيت أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها -. فأقام مريضا نحو اثني عشر يوما.

وتوفي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول (١٤٩) عند الجمهور اهـ‍، فتوفي صلّى الله عليه وسلم وعمره ثلاث وستون سنة.

[خلافة أبي بكر - رضي الله عنه -]

فقام بالأمر بعده خليفته أبو بكر بن أبي قحافة، الصّديق الأكبر، أفضل هذه الأمة بعد نبيّها.

قال ابن اسحاق: لما توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين، فصاروا كالغنم المطيرة في الليلة / الشتائيّة لفقد نبيّهم، حتى جمعهم الله على أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - فبويع يوم الثلاثاء، فنظم النثر، وجبر الصدع، وأقام عماد الدين، وردّ للاسلام أهل الرّدة من الأعراب بعد وفاة النبيء صلّى الله عليه وسلم، وقاتل مانعي الزّكاة من الأعراب. وقال: والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله صلّى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. فجهّز لهم جيوش الاسلام ولم ترعه كثرتهم، وضرب المرتدّين مع كثرتهم بقليل المسلمين، فردّ


(١٤٧) ساقطة من ش وط.
(١٤٨) ٦٣٢ م.
(١٤٩) كذا في مروج الذهب ٢/ ٢٨٠، وفي كتاب «التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية» لمحمد مختار باشا، مصر ١٩٨٠، ١/ ٤٣ الموافق ٧ جوان ٦٣٢ م وأكثر المصادر الأخرى، وفي تاريخ اليعقوبي: «لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول»، ٢/ ١١٣.