للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثالث:

في ذكر فتوحات المغرب الواقعة في أيام الصّحابة (١) ومن بعدهم من بني أميّة

[غزوات عمرو بن العاص]

فأقول: «إن أول من دخل المغرب غازيا سيدنا عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - ففي «رحلة التجاني» (٢) كان افتتاح طرابلس في القديم على يد عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - بعد افتتاحه لمصر والاسكندرية وذلك سنة اثنين وعشرين (٣).

سار إليها في جيشه فنزل على شرفها من الجهة الشّرقية وأقام عليها شهرا لا يقدر منهم على شيء، وقد كان أهلها استعانوا بقبيل من البربر يعرفون بنفوسة دخلوا معهم في دين النّصرانية، فخرج ذات يوم من عسكر عمرو رجل من بني مدلج يتصيّد في نفر معه فأمعن عن العسكر إلى جهة غربي المدينة ومال إلى شاطىء البحر، والبحر لاصق بالمدينة، وليس بالمدينة إذ ذاك من جهة البحر سور، بل كانت سفنهم شارعة إلى بيوتهم، فنظر المدلجي وأصحابه إلى البحر قد حسر (أي جزر) (٤) من جهة المدينة عن مسلك يمكن النفوذ إليها منه، فندبوا معهم جماعة واقتحموا المدينة فلم يكن للروم مفزع إلاّ سفنهم، (وأبصر عمرو أصحابه) (٥) في جوف المدينة فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم، فلم يفلت من الروم سوى من خف في سفينته، واحتوى عمرو على المدينة فهدم سورها وارتحل عنها ثم (إنه لما أتى من افريقية) (٦) جدد بناء سورها من البر» أهـ‍ (٧).


(١) بعدها في ت: «رضي الله تعالى عنهم».
(٢) ص: ٢٣٩.
(٣) ٦٤٢ - ٦٤٣ م.
(٤) تفسير من المؤلف.
(٥) في الأصول: «فأبصرهم عمرو وأصحابه»، والمثبت من الرحلة ص: ٢٣٩.
(٦) إضافة من المؤلف عما هو موجود بالرحلة.
(٧) رحلة التجاني ص: ٢٣٩.