للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- كما يأتي إن شاء الله - وهو الذي زاد في تشييده ونظر في تحصينه وجعله مدّخرا لأمواله وبه قبره لأمره بذلك، ولما مات بجبل الكواكب احتمله المصامدة إليه ودفنوه به فقبره هناك يزار من جميع بلادهم وعليه قبّة عالية بلا تزويق ولا كلفة بل متقنة الصّنع محكمة البناء.

وفي هذا الجبل من الفواكه التي لا توجد في غيره، تينا وعنبا مستطيلا عسليّا لا يوجد في أكثره نوى، ومنه يتخذ زبيب يتنقل (٩٠) عليه ملوك المغرب لرقّة قشرته (٩١) وعذوبة طعمه واعتدال غذائه، وفيه الجوز واللوز، وأما السّفرجل والرمّان فيباع الحمل منه بقيراط واحد لكثرته، وبه من الأجّاص والمشمش والكمثرى والأترج والقصب الحلو كثير حتى أن أهل هذا الجبل لا يبيعونه بينهم ولا يشترونه لكثرته (٩٢).

[أغمات وريكة]

ومدينة أغمات وريكة (٩٣) أسفل هذا الجبل من شماله في فحص أفيح طيّب التّراب كثير النّبات والأعشاب والمياه تخترقه يمينا وشمالا وتطرد بساحاته ليلا ونهارا، وحولها جنّات محدقة وبساتين وأشجار ملتفة ومكانها أحسن مكان من الأرض فرجة الأرجاء طيّبة الثّرى عذبة الماء صحيحة الهواء، ولها نهر ليس بالكبير يشق المدينة ويأتيها من جنوبها (٩٤)، فيمرّ إلى أن يخرج من شمالها (٩٤) عليه أرحاء طحينهم، فيدخل النهر المدينة يوم الخميس والجمعة والسبت والأحد وباقي الجمعة يأخذونه لسقي جنّاتهم وأرضهم، فيقطعونه عن البلد فلا يجري منه إليها شيء (٩٥).

وهذا الجبل (٩٦) المشرف على المدينة إذا جاء الشّتاء نزل عليه الثّلج فإذا سخن الهواء، وذهب الشّتاء تحلّلت الثّلوج النازلة فيسيل ذوبانها إلى المدينة وربّما جمد به النّهر في وسط المدينة حتى يجتاز عليه الأطفال فلا يتكسر لشدّة جموده.


(٩٠) في الأصول: «يشغل» والمثبت من ن. م. ص: ٦٤.
(٩١) في الأصول: «بشرته» والمثبت من ن. م. ص: ٦٤.
(٩٢) عن جبل درن، أنظر النّص الكامل في نزهة المشتاق ص: ٦٣ - ٦٥.
(٩٣) في الأصول: «أريكة» والمثبت من ن. م. ص: ٦٥.
(٩٤) في الأصول: «جنوبيها. . . شماليها» والمثبت من ن. م. ص: ٦٥ - ٦٦.
(٩٥) عن أغمات. أنظر النص الكامل من ن. م. ص: ٦٥ - ٦٦.
(٩٦) هو جبل درن.