للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثاني

في ذكر بني زيّان ملوك تلمسان

[يغمراسن]

أول ملوكهم يغمراسن ويكنّى أبا يحيى، وقد يسمّى يغمور؟؟؟، وهو ابن زيّان، بن ثابت بن محمد [بن زكدان] (١) بن تيدوكين (٢) بن طاع الله بن علي بن يمل بن فزقين بن القاسم.

وأول من عمل الحيلة في استخلاص تلمسان جابر بن يوسف بن محمد من هؤلاء، وكان أمرها إلى صنهاجة ملوك الجهة الشّرقية منها، فتصيّرت بعدهم إلى يغمور، ثم لمّا كانت سنة ست وأربعين وستمائة (٣) خرج السعيد أبو الحسن علي بن أدريس خليفة الموحّدين - المقدّم الذكر - في ذلك التاريخ وتوجّه إلى محاربة يغمور فاستجمع إلى حربه، والتقى الجمعان بظاره تلمسان، فكانت الهزيمة على الخليفة السّعيد، فقتل هو وولده يوم الثلاثاء سلخ صفر من السّنة وانتهبت محلّته، واحتوى عليها بنو عبد الوادي، واختص يغمراسن سلطان بني زيّان بفسطاط السّعيد، وما فيه من الذّخائر ومن جملتها مصحف عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنه - أحد المصاحف العثمانية، فكان في خزائن قرطبة عند بني أميّة ملوك الأندلس فانتقل للملثمين ثم للموحّدين ثم إلى بني زيّان، لكن لما تغلب عليهم المرينيون أخذوه منهم.

فمن وقعة السعيد مع يغمراسن تأثّلت بنو زيّان بما احتووا عليه من الذّخائر والعدد والآلات.

وكان يغمراسن هذا ملك / بني زيّان آية من الآيات في رجوليته وجرأته وجزالته ودهائه، ومواقفه لأعدائه شهيرة، وكانت بينه وبين الأمراء على عهده من بني مرين وقائع حتى هلك.


(١) اضافة من كتاب العبر ١٣/ ١٨١.
(٢) في الأصول: «تبدوين» والمثبت من تاريخ العبر ١٣/ ١٨١.
(٣) إلى أن تلف في البحر عند غرق الأسطول بالسّلطان أبي الحسن بمراسي بجاية مرجعة من تونس، كتاب العبر ١٣/ ١٧٠ - ١٧١.١٢٤٨ م.