للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي إسحاق الجبنياني ومناقبه:

ومن أجل أعيان وطن صفاقس الشّيخ الصّالح الجليل أبو إسحاق إبراهيم (١٠٣) بن أحمد بن علي بن سلم (١٠٤) الجبنياني البكري / من بكر [بن] (١٠٥) وائل من ربيعة، كان أبوه وجدّه (١٠٦) من اهل الخطط ومسجد إبن سالم وربعه بالقيروان مشهور، وكان جدّه علي بن سالم (١٠٤) من أهل العلم ومن أصحاب سحنون بن سعيد - رضي الله تعالى عنه - وهو ولد سحنون من الرّضاعة، أرضعته أمّ محمّد بن سحنون مع محمّد، ثمّ ولاّه سحنون قضاء صفاقس وسائر السّاحل فلم يكن يغمض عليه في أحكامه شيء.

فلمّا مات علي بن سالم (١٠٧) ولّى بنو الأغلب أبا العبّاس أحمد والد الشّيخ أبي إسحاق خراج إفريقية فتورّط معهم فيما هم بسبيله.

وكان من أهل الأدب والفهم، ثمّ ارتفع شأنه عندهم إلى أن صار في حدّ الوزارة والمشاورة، وكان إذا خرج إلى منازله خرج في عسكر كما يخرج الوزراء، وبين يديه وخلفه النّجائب.

وأبو إسحاق في ذلك غلام له معلّمان أحدهما يعلّمه القرآن والآخر يعلّمه العربية والشّعر في رفاهية من العيش. قال الشّيخ أبو القاسم اللبيدي - رحمه الله تعالى - وعليه أعتمد فيما أنقل من أمر هذا الشّيخ: ولقد عرّفني شيخ معمّر يعرفه في تلك الأيام أنّه رأى حوله خمسة عشر صقلبيا موكّلين بحفظه.

وسبب انقطاعه عن هذا الحال وزهده أنه كان إذا نزل والده بقرية جبنيانة في أيّام النّزهة (١٠٨)، يقيم بها الشّهر وأكثر منه.

وإلى جانب جبنيانة قرية يقال لها طرس أسباط بها شيخ معلم يعرف بابن عاصم وقد شهر بالعبادة والبكاء وإجابة الدعاء، وكان النّاس يتبرّكون بدعائه، وكان قد نفع


(١٠٣) له ترجمة في ترتيب المدارك ١٣/ ٤٩٧ - ٥١٧، الدّيباج ١/ ٢٦٤ - ٢٦٥، رحلة التّجاني ٨٠ - ٨١، شجرة النّور الزّكيّة ٩٥، مناقب أبي إسحاق الجبنياني للبيدي ص: ٢، جامع كرامات الأولياء للنبهاني ١/ ٣٩٢، وفيه الحسباني وهو تحريف، الحلل السّندسيّة ١/ ٣٢٣ - ٣٢٤.
(١٠٤) أنظر ص: ١٧٢ هامش ٦.
(١٠٥) إضافة من المناقب.
(١٠٦) النّقل بتصرّف يسير ص: ١٢.
(١٠٧) في الأصول: «سلم».
(١٠٨) في ش: «النزاهة».