للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفرعية، الحسيب النسيب، الشريف النجيب العفيف، أبا عبد الله سيدي محمّد حمزة، وفّقنا الله وإيّاه لما يحبّه ويرضاه / فقال لي: كنت منذ عشر سنين رأيت عند رجل يصنع أسفار الكتب حجرا مكتوبا فيه تاريخ وفاة الشّيخ سيدي عيسى بن مسكين، فكان يبسط الأسفار على ذلك الحجر، قال: فنهيته عن ذلك، فلمّا قال لي ذلك طلبت منه البحث عن ذلك، فقال: الرّجل الذي رأيته عنده مات ولكن عليّ بالطّلب وعلى الله الهداية، فذهب وسأل إبن عمّ الرّجل الذي كان عنده فقال: ليس عندنا من آلته شيء، ثمّ إن إبن عمّ المسفّر كان ذاهبا في الطّريق فرأى رجلا بيده حجر مكتوب ولا درى (٩٩) ما فيه فرجع لسيدي محمّد حمزة فأخبره، فقال: وأين الرّجل؟ قال: ذهب، قال: فبينما نحن في الحديث والتّلفّت فإذا بالرّجل جالس بالقرب منهما فسألناه فقال: نعم هو حجر وجدته عند رجل يخصف عليه النّعال، فقلت له: هذا فيه إسم الله لا ينبغي أن يهان، فأخذته منه، فاذهبا معي أعرفكم به، فذهبنا معه فقال:

صدق وأنا اشتريته، ولمّا طلبه منّي أعطيته له، ثمّ أمرناه بإحضاره فأحضره، فسألناه عن سبب حمله ذلك اليوم الذي رأيناه في يده، قال: كنت ساكنا في دار فانتقلت منها (١٠٠) منذ شهر (١٠١) وأبقيت بعض مصالحي ومن جملتها هذا الحجر، فسألني من سكن الدّار بعدي نقل ما أبقيته من المصالح فنقلتها، وأخرجت الحجر في ذلك الوقت الذي لقيتني فيه، فأتاني (١٠٢) به، فحمدنا الله تعالى ودعوت له بخير، وعلمنا أنّ هذا الأمر من بركات الشّيخ - رحمه الله تعالى ونفعنا به -.


(٩٩) في ش وت وب: «درا».
(١٠٠) في الأصول: «منه».
(١٠١) في ط: «أشهر».
(١٠٢) جولة قلمية طويلة للتّعرف على وفاة عيسى بن مسكين، وما ذكره يبدو غريبا ولكنّه ممكن فمثل هذه الأحجار التي ذكرها كانت تستعمل لشتّى الأغراض في البناء والصّناعة كما أشار وكما دلّتنا عليه الأعمال الأثرية داخل المدينة، وقد جاء تاريخ وفاة عيسى بن مسكين في الدّيباج لابن فرحون وفي أصله: ترتيب المدارك للقاضي عياض، ولو كان مطّلعا عليهما لما احتاج إلى هذا اللّفّ والدوران.