للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسكن (٢٩٩) وهدأ النّو، فسألناه: من أنت؟ فقال: أبو بكر الفرياني من مدينة صفاقس، فسألناه: هل فيها أحد من ذرّيّتكم، فأرشدنا إلى إسمكم، فخذوا هذا النّصيب الذي حضر عندنا من الدّراهم، فأخذه واستعان بأهل الخير وابتنى على قبره قبة، فهي ظاهرة مشهورة باسمه، وعلى قبره سيف من رخام مكتوب فيه: هذا قبر الفاضل المرحوم المنعّم الإمام الفقيه النّبيه العارف بالله تعالى سيدي الشّيخ أبي بكر بن علي ابن محمّد الفرياني شهر اللخمي.

[ترجمة عبد الله الفرياني]

قال التّجاني (٣٠٠): ومن شعراء صفاقس ثم من الفريانيين ورؤسائها عبد الله بن عبد الرّحمان بن علي الفرياني ممّن تقدّم عصرنا قليلا، مولده بمالقة من بلاد الأندلس، وأبوه هو المنتقل إليها من صفاقس، له رحلة أبعد فيها شرقا وغربا، أخبرنا عنه صاحبنا أبو العبّاس أحمد بن عبد السّلام الأموي التاجوري، وقد رآه وجالسه بطرابلس كثيرا، وسمع منه بعض / شعره وكان هجّاء مقرعا (٣٠١)، ومن شعره حين ولي السّعيد مراكش وكان السّعيد أسود اللّون.

[الكامل]

كان الخلائف (٣٠٢) قبل في مراكش ... صورا من الكافور يعجب خالصه

فأتى على بعدهم (٣٠٣) ختما لهم ... كالمّسك لونا ليس فيه خصائصه

وله في مثل هذا:

[الكامل]

أسفا على مراكش وولاّتها ... لم يبق للأيّام فيها رونق

كانوا حماما فالليالي لم تدع ... في دارهم إلاّ غرابا ينعق


(٢٩٩) في الأصول: «وسكنت».
(٣٠٠) الرّحلة ٨٣ - ٨٤ والحلل السّندسيّة ١/ ٣٢٦ وعنوان الأريب ١/ ٦١ - ٦٢.
(٣٠١) كذا في بعض أصول رحلة التجاني، وفي النّص المحقّق: «مقذعا»، وفي الأصول: «مفرغا».
(٣٠٢) في الأصول: «الخلافة»، والتّصويب من الرّحلة.
(٣٠٣) في الأصول: «فأتى على بعداهم ختما لهم»، والتّصويب من الرّحلة.