للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا العمر مائة سنة وست سنين وثمانية أشهر، فلذا أجابه الشيخ القاضي ببيتين من البحر والقافية والضرب والعروض فقال:

[الطويل]

وهبت له ستّين عاما وثلثها ... وستة أعوام وثلثين فارتضى (١٦٠)

ولو كنت ذا حبّ سليم وصادق ... لكنت إليه في الجميع مفوّضا

ترجمة الشّيخ أحمد بن محمّد الشّرفي:

وأمّا أنجال الشّيخ سيدي محمد إبن المؤدب فأكبرهم الشّيخ أبو العباس سيدي أحمد الشرفي إبن المؤدّب كان - رحمه الله تعالى - عمدة ثقة، تفقّه بأبيه وأخذ عنه صناعة عمل الأرباع فكان فيه غاية، فهو ميقاتي، حيسوبي، فرضي، فقيه، متمكّن (١٦١) من علوم العربية وعلوم الدّين.

ولّي القضاء سنة خمس وستين ومائة وألف (١٦٢)، فكان صادعا بالحقّ لا تأخذه في الله لومة لائم (١٦٣)، ولصعوبة المقام والقيام بالحقّ وشدّة لجاج الخصوم (١٦٤) وكثرة أهل (١٦٥) الباطل طلب المعافاة من القضاء فلم يعف منه، فضاق بذلك ذرعا، ودعا الله أن ييسّر خروجه من القضاء ولو بالموت، فاستجاب الله له فسافر لتونس سنة ثمان وستين ومائة وألف (١٦٦)، فأدركته منيّته عند شقيقه الشيخ عبد السّلام بالمدرسة المرادية، فأتي به في تابوته لبلده، فدفن بإزاء أبيه.

وكان - رحمه الله تعالى - حسن الخلق والخلق، محبّا للفقراء والقرّاء والأولياء والصالحين، ليّن الجانب في غاية، فلم تلقه إلاّ ضاحكا وكذا أخوته / كلّهم بهذا الخلق، طبيعة طبعهم الله عليها، وكلّهم عدول موثّقون يعتقدهم الناس ويحبّونهم.

وكانت وفاة أبي عبد الله سيدي محمد وسيدي عبد السلام سنة تسع وتسعين ومائة وألف (١٦٧)، شهيدين بالطاعون.


(١٦٠) في الأصول: «فارتضا».
(١٦١) في ط: «فتمكن».
(١٦٢) ١٧٥١ - ١٧٥٢ م.
(١٦٣) ساقطة من ط.
(١٦٤) في بقية الأصول: «لجاج أهل الخصوم».
(١٦٥) ساقطة من بقية الأصول.
(١٦٦) ١٧٥٤ - ١٧٥٥ م.
(١٦٧) ١٧٨٥ م.