للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(على يد طارق بن عبد الله بن ونمو الزناتي مولى موسى بن نصير) (٧٠) وبهذه الجزيرة مدينة، وعلى باب البحر منها / مسجد يسمّى بمسجد الرّايات، ويقال إن هناك اجتمعت رايات القوم للرأي، وكان وصولهم إليها من جبل طارق، سمي بذلك لأن طارقا لما نزل بمن معه من البرابر وتحصّنوا بهذا الجبل أحس في نفسه أن العرب لا تثق به، فأراد إزاحة ذلك عنه، فأمر بإحراق المراكب التي جاز فيها، فتبرأ بذلك ممّا اتّهم به (وغلب اليوم عليه التسمية بجبل الطارق فرخم في غير الندا وأدخل عليه ال) (٧١).

ويتلو هذا الإقليم إقليم شذونة، وهو من إقليم البحيرة شمالا، وفيه من المدن إشبيلية ومدينة قرمونة، وغلسانة، وحصون كثيرة.

ويتلوه اقليم الشرف، وهو ما بين إشبيلية ولبلة والبحر المظلم، وهو أربعون (٧٢) ميلا في مثلها، يمشي فيه السّائر في ظلّ التّين والزّيتون فيه ثمانية ألاف قرية بالأسواق والحمّامات، والفنادق والدّيار الحسنة، وفيه من المعاقل (٧٣) حصن القصر، ومدينة لبلة وولبلة، وجزيرة شلطيش، وجبل العيون.

ثم يليه إقليم الكنبانية وفيه من المدن قرطبة، والزّهراء وأستجة (٧٤)، وبيّانة، وقبرة، واليشانة (٧٥).

ويلي اقليم الكنبانية اقليم أشونة، وفيه حصون عامرة كالمدن، مثل لورة، وأشونة، وهو اقليم صغير.

ويليه مع الجنوب اقليم ريّة، وفيه من المدن مدينة مالقة، وهي (٧٦) مدينة واسعة الأقطار، عامرة الدّيار، قد استدار بها من جميع جهاتها شجر التّين، المنسوب / إلى


(٧٠) في نزهة المشتاق: «وافتتحها موسى بن نصير من قبل المروانيين ومعه طارق بن عبد الله بن ونموا الزناتي» ص: ١٧٦. وهو طارق بن زياد الذي فتح جلّ بلاد الأندلس في سنة ٩٢/ ٧١١ ثم التحق به مولاه موسى بن نصير في سنة ٩٣/ ٧١٢ فأتم ما شرع طارق في فتحه.
(٧١) إضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٧٢) انتقل إلى الموضع الأول من الكلام عن اقليم الشرف ص: ١٧٨.
(٧٣) عاد إلى النقل من الموضع الأول من الكلام عن اقليم الشرف ص: ١٧٤. وعن اقليم شذونة انظر نزهة المشتاق ص: ١٧٤ وكذلك عن اقليم الشرف.
(٧٤) في الأصول: «أسحة» وفي نسخ أخرى «أسجة» والمثبت من ن. م. ص: ١٧٤.
(٧٥) في الأصول: «السيانة» والمثبت من ن. م. ص: ١٧٤.
(٧٦) ينتقل إلى ص: ٢٠٠.