للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معقل آل عثمان، فاحتاط على ما فيها من الخزائن والأموال والحريم والأولاد ونفائس الأثقال فاشتغل بنقل ذلك إلى أدرنة (٣٥٦).

وكان للسّلطان بايزيد من الأولاد سليمان المذكور وهو أكبرهم وعيسى ومصطفى ومحمد وموسى وهو أصغرهم، وكلّ طلب مهربا لنفسه [إلاّ موسى الذي سقط مع أبيه أسيرا] (٣٥٧) فانحاز إليه من العسكر طائفة نجا بها فكان محمد (٣٥٨) في قلعة أماسية وهي الخرشنة الشّاهقة / القاصية، وأما عيسى فإنه لجأ إلى بعض الحصون، وأما مصطفى فإنه فقد قتل بسببه نحو ثلاثين نفسا.

ثم إن تيمور قسّم بلاد الرّوم على زعمه للملوك الذين خلفهم السّعيد بايزيد ما كان لهم (٣٥٩)، وأطلق ابن قرمان من السّجن وسلّم له مقاليد أبيه وفوّض بلاد الأناضول على زعمه إلى موسى وعيسى ابني بايزيد، ثم مضى إلى سبيله بعد ما خان وأهلك العباد، وأخرب البلاد وهتك السّتور وأباح البكور، ولم يسلم من شرّه من رعايا الرّوم الثلث ولا الربع، وصارت جماعاتهم ما بين منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة وما أكل السبع، وكان أمر أن يخطب باسمه وكتب أيضا اسمه على السّكة. وحصل جميع مآربه فعند ذلك توجّه إلى بلاده (٣٦٠) [واستقرّ بها مدة، ثم دبّر حملة جديدة انفذها على الصين] (٣٦١) فلمّا وصل إلى مدينة اترار (٣٦٢) لحقه المرض، فأخذ بمبادئ حتفه فاشتدّ به الحال، فجعل يتعلّل بشرب الخمر (٣٦٣) ويتداوى ويتسلّى به وفي ذلك هلاكه فلم يزل به حتى فتّت كبده ولم ينفعه ماله ولا ولده، وصار يتقايأ الدّم فانتقل إلى لعنة الله ليلة الأربعاء سابع


(٣٥٦) في الأصول: «برادرنة».
(٣٥٧) إضافة للدقة التاريخية، وتوفي بايزيد في ١٥ شعبان ٨٠٥/ ١٠ مارس ١٤٠٣ م وكان قد عامله تيمورلنك بالحسنى ثم شدّد عليه بعد أن شرع في الهروب ثلاث مرات.
(٣٥٨) في الأصول: «محمد وموسى» وأسقطنا الثاني لأنه أسر مع والده كما أشرنا.
(٣٥٩) أعاد تيمورلنك إلى أمراء قسطموني وصاروخان، وكرميان، وآيدين، ومنتشا، وقرمان، ما فقدوه من البلاد، أنظر عن هذا تاريخ الدولة العلية ص: ١٤٧.
(٣٦٠) مدينة سمرقند وصلها في ٨٠٧ هـ - ١٤٠٤ م.
(٣٦١) إضافة اقتضاها تسلسل الأحداث، المرجع السابق.
(٣٦٢) في الأصول: «أنذار» والمثبت من الضوء اللامع ٣/ ٤٩ وفي دائرة المعارف الإسلامية: «أوترار» ١٠/ ٣٠١ وفي التوفيقات الإلهامية: «أورنارة» ٢/ ٨٤٣.
(٣٦٣) في بعض النصوص: «يتعلّل بشرب روح الخمر».