للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل الأبيات للحاكم بن العزيز المذكور، ففي تاريخ الذّهبي: أن الحاكم ادّعى علم الغيب في وقت، فكان يقول فلان قال في بيته كذا وكذا، وفعل كذا وكذا، وأكل كذا وكذا، وكان ذلك باتفاق اعتمده مع العجائز اللاّتي تدخلن بيوت الأمراء وغيرهم، ويعرّفونه بذلك، فرفعت إليه رقعة فيها بالجور والظّلم قد رضينا (٧٨) إلى آخر البيتين، فحين رآها سكت عن الكلام في المغيبات، وكان هو وأسلافه بمصر يدّعون الشّرف ويقولون: نحن أولاد فاطمة وأبونا علي بن أبي طالب - كرّم الله وجهه - وكان الحاكم في كل سبعة أيام يقول ذلك على المنبر، وكانت الرّقاع ترفع إليه وهو على المنبر، فرفعت إليه رقعة مكتوب فيها:

[رجز] انا سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر في الجامع

إن كنت فيما قلته (٧٩) صادقا ... فانسب لنا نفسك كالطائع (٨٠)

أو كان حقّا كلّما تدعي ... فاذكر أبا بعد الأب السابع (٨١)

أو لا فدع الأنساب مستورة ... وادخل بنا في النسب الواسع

فانّ أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع

فرماها من يده ولم ينتسب فيما بعد، وكان الحاكم الخبيث يعمل الحسبة بنفسه فيدور في الأسواق على حمار له فمن وجده غشّ في معيشته أمر عبدا أسواد معه يفعل به الفاحشة العظمى، وهذا أمر منكر لم يسبق إليه اهـ‍ (٨٢).

وقال في معالم / الايمان (٨٣): «فان قلت وهل يعذر أحد بالاكراه على الدّخول في


(٧٨) ساقطة في ط.
(٧٩) تدعي.
(٨٠) هو الطائع الخليفة العباسي، ووردت رواية أخرى. وإن ترد تحقيق ما قلته فانسب لنا نفسك كالطائع
(٨١) رواية أخرى للبيت: إن كنت فيما تدعي صادقا فاذكر أبا بعد الأب الرابع والأبيات وردت في وفيات الأعيان ٥/ ٩ - ١٠ في ترجمة العزيز بالله. وذكرها السيوطي في تاريخ الخلفاء ص: ٤ - ٥ نقلا عن ابن خلكان.
(٨٢) تاريخ الخلفاء ص: ٦.
(٨٣) ما نقله عن معالم الايمان موجود في ٢/ ٢٦٥ في أواخر ترجمة أبي اسحاق بن البرذون.