للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أفراها لأديمه وقعة «حيدران» (١٢٤) - حيدران - (١٢٤) اسم جبل معروف بمقربة من القيروان، كانت الوقيعة به وكان جيش المعزّ ثلاثين ألفا ومبلغ جيش الأعراب ثلاثة آلاف، فهزم جيش المعزّ ومن سلم منهم من القتل لم يسلم من النّهب، وفي ذلك يقول علي بن رزق (١٢٥) الرّياحي أحد أولائك الأعراب من قصيدة (١٢٦).

[طويل]

ثلاثة آلاف لنا غلبت له ... ثلاثين ألفا انّ ذا لنكال (١٢٧)

واسم الجرجرائي أحمد بن علي، ويكنّى بأبي القاسم، كان أحد رجال الدّنيا سياسة ودهاء وبعد غور ونفوذ فكرة، ووزّر للظاهر العبيدي بمصر ثم لابنه المستنصر، وعتب عليه الظّاهر في أمر فقطع يديه معا فقطعتا فخرج من فوره وجلس بدسته لخدمته (١٢٨) على عادته، وقال: إن الخليفة إنما أمر بقطع يدي عقوبة لي ولم يعزلني، فاستعظم له الظّاهر ذلك وشرف لديه، وكان ذلك سببا لارتقائه إلى الوزارة، وكان كثير المصادرة للعمّال وربما صرّح لهم بقوله: أبيتم الا الخيانة، فقال فيه أبو طالب محمد بن عبد الله الأنصارى:

[مجزوء الكامل]

إغمد لسانك والتزم ... طرق السّلامة (١٢٩) والصّيانة /

كم ذا تقول أبيتم ... إلاّ الجناية (١٣٠) والخيانة

أتراهم قطعوا يديك على النّزاهة والأمانة


(١٢٤) في الأصول: «جندار».
(١٢٥) في الأصول: «زروق».
(١٢٦) في الرحلة: «من قصيدة اشتهرت في زماننا أولها» أي زمن التجاني.
(١٢٧) وفي رواية أخرى: [طويل] ثلاثون ألفا منكم هزمتهم ثلاث آلاف اذا لنكال راجع البيان المغرب ١/ ٢٩٠.
(١٢٨) في الأصول: «لدست خدمته» والمثبت من الرحلة ص: ٢١.
(١٢٩) في الأصول: «الصماتة».
(١٣٠) في ت: «الجيانة»، وفي ش: «الجبانة»، وفي ط: «الجباية» والمثبت من الرحلة.