للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرسخا وفيه من الجزائر نحو مائة جزيرة بين صغار وكبار ومعمورة وخالية، ويخرج من هذا البحر الشّامي خليجان أحدهما خليج البنادقيين ومبدؤه من شرقي بلاد قلّورية من بلاد الرّوم من عند مدينة أذرنت (٥٩) فيمرّ في جهة الشّمال مع تغريب يسير فيمرّ بأرض ماري إلى ساحل شنت أنجل (٦٠) ثم يأخذ في جهة المغرب إلى بلاد أنكونة إلى أن يمر بساحل البنادقة، وينتهي طرفه إلى بلد انكلاية، ومن هناك ينعطف ريفه راجعا مع المشرق إلى بلاد جراوسه (٦١) وطاسية وبلاد أسقلونية إلى أن يتصل بالبحر الشّامي من حيث ابتدأ.

وطول هذا الخليج من حيث ابتدأ إلى أقصى انتهائه ألفان ومائة ميل. ويخرج أيضا من البحر الشّامي الخليج الثاني المسمّى ببحر نيطس (٦٢) ومبدؤه من البحر الشامي حيث فم أندة وعرض فوهته هناك رمية سهم ولمسير ثلاث مجار يتصل (٦٣) بالقسطنطينية فيكون عرضه هناك أربعة أميال، ويمرّ كذلك ستين ميلا حتى يصل إلى بحر نيطس (٦٢) في جهة المشرق فيتصل من جهة الجنوب بأرض هرقلية إلى أرض أسترويلي إلى سواحل أطرابزندة إلى أرض أشكالة إلى أرض لانية، ويمرّ فينتهي طرف الخليج هناك حيث الخزرية ومنه ينعطف ريفه راجعا فيتّصل ببلاد الرّوسية (٦٤) وبلاد برجان وموقع نهر ديابوس، ويمرّ إلى موضع نهر دتو (٦٥) إلى أن ينتهي إلى مضيق فم الخليج القسطنطيني ويتّصل بالقسطنطينية ويمرّ بشرقي بلاد مقدونية (٦٦) إلى أن يتصل بالموضع الذي بدأ منه. وطول بحر نيطس من فم المضيق إلى حيث ينتهي ألف ميل وثلاثمائة ميل. انتهى.


(٥٩) في الأصول: «أذرنة» والتصويب من معجم البلدان ١/ ١٣٢.
(٦٠) في ت: «شت انجل» وفي ش: «شنت الجل».
(٦١) في ت: «جراوست».
(٦٢) في الأصول: «نيطش». والتصويب من الروض المعطار ص: ٥٨٥.
(٦٣) في ط: «ويمر ثلاث مجار فيتصل».
(٦٤) في ط: «ببلاد الروسيا».
(٦٥) في ت وط: «صح تو».
(٦٦) في ش: «مقدونة».