للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن، وهو المنعوت بالمهدي، مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة (٥)، وقيامه بالدّعوة سنة خمس عشرة وخمسمائة (٦)، وساح بالمشرق مدّة ولقي أبا حامد الغزالي وأخذ عنه، وذكروا أن أبا حامد كان يتفرّس فيه، ومولده «عند ابن خلكان سنة أربع وثمانين (٧)، وعند الغرناطي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، / وقرأ بقرطبة على القاضي ابن حمدون، ثم ارتحل إلى المهديّة فأخذ عن الامام المازري، ثم انتقل إلى الاسكندرية وهو ابن ثماني عشرة سنة فأخذ عن الامام أبي بكر الطرطوشي، ثم انتقل إلى بغداد فأخذ عن الامام الغزالي، ولمّا وصل كتاب الأحياء إلى المغرب أشار من أشار على الملك المتولي على لمتونة بتمزيقه فبلغ ذلك الغزالي فقال: اللهم مزّق ملكهم، فقال له [المهدي] على يدي يا سيدي؟ فقال له على يدك (٨) فأكّدت هذه الدّعوة ما في علم المهدي من ذلك، فتوجه المهدي إلى المغرب بعد أن قام (٩) بالمشرق خمسة أعوام» (١٠).

وقال ابن خلكان (١١): «وهو من جبال السّوس من أقصى بلاد المغرب، ونشأ هنالك، ثم رحل إلى المشرق طالبا للعلم، فانتهى إلى العراق، واجتمع بأبي حامد الغزالي، والكيا الهرّاسي (١٢)، والطّرطوشي وغيرهم، وحجّ وأقام بمكّة مدّة (١٣) وحصل طرفا صالحا من علم الشّريعة والحديث النبوي وأصول الفقه والدّين.

وكان ورعا ناسكا متقشفا كثير الإطراق بسّاما في وجوه النّاس، مقبلا على العبادة، لا يصحبه من متاع الدّنيا إلاّ عصا وركوة، وكان شجاعا فصيحا (١٤) لا يتتعتع


(٥) ١٠٩٣ م على رواية ابن الخطيب الأندلسي، وعند ابن خلكان سنة خمس وثمانين، وعند الغرناطي سنة احدى وسبعين، وعند ابن سعيد في البيان المغرب: «سنة احدى وتسعين» وناقشها محمد ماضور ورأى في التسعين تصحيفا عن السبعين لتقارب الحروف، انظر تاريخ الدولتين ص: ٤ هامش ١ بها.
(٦) ١١٢١ م الزركشي، تاريخ الدولتين ص: ٦ وفي الوفيات «سنة أربع عشرة وخمسمائة» ٥/ ٥٣.
(٧) هكذا نقلها عن الزركشي، وفي الوفيات «سنة خمس وثمانين وأربعمائة» ٥/ ٥٣. والنص الذي يلي ناقله عن الزركشي أيضا.
(٨) في الأصول: «يديك» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: ٤.
(٩) كذا في ش وتاريخ الدولتين، وفي ط: «أقام».
(١٠) انتهى النقل من الزركشي ص: ٤.
(١١) ٥/ ٤٦.
(١٢) في ش: «الهراشي» وفي ط: «الهواشي» والمثبت من الوفيات، ٥/ ٤٦.
(١٣) في الوفيات: «مديدة».
(١٤) «في لسان العربي والمغربي» الوفيات ٥/ ٥٣.