للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانهم يشاطرون في أموالهم، وتسلّم عبد المؤمن تونس، وأخرج ابن خراسان من يومه فمات في الطريق» (١١٨).

«ثم ان (١١٩) عبد الله بن عبد المؤمن لما فعل به أهل تونس ما فعلوا حين نزل عليهم قبل هذا حلف أن يدخلها بالسّيف، ويقتل جميع من تقع عينه عليه من أهلها فأمر النّاس في هذه الخطرة أن يدخلوا دورهم ولا يخرج أحد حتى يسمع النّداء فدخل عبد الله البلد وسيفه في يده فلم يلق الاّ شيخا قتله وانصرف وقد برت يمينه (١٢٠) ومنع العسكر من الدّخول.

وأقام (١٢١) عليها ثلاثة أيّام، وعرض (١٢٢) الاسلام على من بها من اليهود والنّصارى فمن أسلم / سلم، ومن امتنع قتل.

ثم ارتحل (١٢٣) إلى المهديّة وخلّف بتونس أبا محمد عبد السلام الكومي ومعه أشياخ من الموحّدين لاستخلاص الأموال من أهل تونس فوقع البحث عن أموالهم ودخلت دورهم فحمل جميع ما فيها وبيع ما أمكن بيعه من رباعهم وأملاكهم وخرج الأمناء إلى سائر بلاد افريقية لمشاطرة الرّعيّة في جميع ما بأيديهم حتى لم يبق من افريقية بقعة الاّ عمّها ذلك» (١٢٤) (وقيل أقام أهل تونس بها بأجرة تؤخذ من نصف مساكنهم) (١٢٥) «وسار عبد المؤمن (١٢٦) منها إلى المهديّة والأسطول يحاذيه في البحر فوصل إليها ثاني عشر رجب ضحوة يوم الأربعاء وكان حينئذ بالمهديّة أولاد (١٢٧) ملوك الافرنج وأبطال الفرسان، وقد أخلوا زويلة، فدخل عبد المؤمن زويله وامتلأت بالعساكر والسّوقة، فصارت مدينة معمورة في ساعة واحدة، ومن لم يكن له موضع من العسكر نزل بظاهرها، (وانضاف إليهم من


(١١٨) ما يتعلق بتونس نقله من رحلة التجاني ٣٤٥ - ٣٤٦.
(١١٩) انتقل إلى صفحة ٣٤٧ من رحلة التجاني.
(١٢٠) عن عبد الله بن عبد المؤمن في تونس انظر رحلة التجاني ص: ٣٤٧.
(١٢١) الذي أقام بتونس بعد الفتح ثلاثة أيام هو عبد المؤمن بن علي (رحلة التجاني ص: ٣٤٦).
(١٢٢) في الأصول: «أعرض» الذي عرض الاسلام على اليهود والنصارى هو عبد المؤمن بن علي، رحلة التجاني ص: ٣٤٧ والكامل لابن الأثير ١١/ ٢٤٢.
(١٢٣) رجع إلى صفحة ٣٤٦ من الرحلة.
(١٢٤) رحلة التجاني ص: ٣٤٦.
(١٢٥) زيادة عما في رحلة التجاني.
(١٢٦) النص الموالي موجود في رحلة التجاني وابن الأثير: الكامل، مع اختلاف بسيط والمؤلف ينقل عن ابن الأثير.
(١٢٧) كذا في الكامل ١١/ ٢٤٣ وفي الرحلة ص: ٣٤٧ نقلا عن ابن شداد: «ولاة ملوك الافرنج».