للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمود بن طوق بن بقية وإليه تنسب المحاميد، وحميد بن جارية وإليه تنسب الجواري في سبعين من كبارهم، وذلك بداخل قصر العروسين من قابس في موضع منها معلوم، ثم توجّه قراقش بعد فتحها أيضا إلى طرابلس فحصل تحت ولايته قابس وطرابلس، ثم وقع بين يحيى بن غانية الميورقي وقراقش تغير بعد وصول ابن غانية للجريد فسار إليه بطرابلس فخرج قراقش وفرّ إلى الجبال ولم يدخل طرابلس خوفا من الحصار» (٦٨) فرجع ابن غانية لطرابلس وحاصرها حصارا شديدا حتى فتحها بعد مقاساة ومدافعات ووقعات / «ثم أخذ (٦٩) في الحركة إلى قابس، وكان نائب قراقش خرج منها لمّا انهزم قراقش، ووجّه إليها الشّيخ أبو سعيد بن أبي حفص من تونس حافظا من الموحدين يعرف بابن تافراجين، فتحرّك ابن غانية إليها ووصل إلى المنزل المعروف بزريق - بتقديم الزاي على الراء -، وكتب إلى أهل قابس ينذرهم ويحذّرهم بما حاصله (٧٠): «ولمّا عزمنا على قرع بابكم، والحلول بجنابكم، رأينا تقديم الإنذار إليكم، وإيراد النّصيحة عليكم والكفّ عنكم ثلاثة أيّام لا تمدّ لكم فيها يد (٧١)، ولا يتقدم (٧٢) إليكم بالإضرار أحد، لنعلم ما عندكم، ونتبين (٧٣) غيّكم من رشدكم، فان آثرتم الطّاعة، وتبعتم الجماعة، مددنا لكم أكناف العدل، واتّبعنا فيكم كريم القول وصحيح الفعل، وان أبيتم الاّ خلاف ذلك فقد أبلغنا النّفس عذرا، وأتينا بالتبرئ من أمركم برا، ولا تغتروا بأهل طرابلس فلو كان لهم سواد يقطع، أو مياه تصدع (٧٤)، أو مياه تصدع (٧٤) وتمنع، لجروا إلى الطاعة، وحملوا أنفسهم منها فوق الاستطاعة».

فلمّا انقضى أجله الذي حدّ، (ولم يبرز إليه منهم أحد) (٧٥)، ولم ير منهم إجابة ولا أنس منهم إنابة، زحف إليها بجموعه فحاصرها حصارا شديدا، وقطع جميع غابتها، فيقال إنه لم يترك منها الاّ نخلة واحدة تركها عبرة لهم، فأنابوا إليه بعد أن اشترطوا عليه


(٦٨) ورجع إلى بلاد الجريد فاستولى على أكثرها، ابن خلدون ٦/ ٣٩٨.
(٦٩) عاد إلى النقل من رحلة التجاني ص: ١٠٥.
(٧٠) في رحلة التجاني: «ومن بعض فصول كتبه في ذلك».
(٧١) في الأصول: «يدا».
(٧٢) في الأصول: «نقدم».
(٧٣) في الأصول: «يتبين».
(٧٤) كذا بالأصول وبعض نسخ رحلة التجاني، وفي النص المحقق منها «تصد» وهو أصوب ص: ١٠٦ هامش ١.
(٧٥) زيادة عما في رحلة التجاني.