للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وستمائة (٣٦) فنزل ساحتها وحاصرها أياما، ثم داخله ابن علناس في شأنها، وأمكنه من غرتها، فدخلها وقبض على واليها، وولى عليها ابن النعمان، ورحل إلى بجاية ففتحها، وقبض على واليها وصيّره مع والي قسنطينة إلى المهدية معتقلين، وبعث معهما معتقلا [إلى المهدية] (٣٧) محمد بن جامع وابن أخيه جابر بن عون (٣٨) بن جامع من شيوخ مرداس بن عوف، وابن [أبي] الشيخ ابن عساكر من شيوخ الذواودة فاعتقلوا جميعا / بمطبق (٣٩) المهدية.

وكان أبو عبد الله ابن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص - ويسمّى اللحياني لكبر لحيته - هو صاحب أشغال بجاية، فلما افتتحها أخوه المولى أبو زكرياء صار في جملته فولاّه بعد ذلك الولايات الجليلة، وكان يستخلفه بتونس في مغيبه (٤٠).

وفي ليلة الإثنين السادسة عشرة لشعبان من سنة ثمان وعشرين وستمائة (٤١) توفي بتونس الشيخ الصّالح أبو سعيد خلف بن يحيى التّميمي (٤٢) ودفن بجبانته المعروفة في جبل المرسى بمقربة من المنارة، وكان مولده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة (٤٣)، فعمره سبع وسبعون سنة.

وفي سنة تسع وعشرين وستمائة (٤٤)، ابتدأ السّلطان أبو زكرياء ببنيان جامع القصبة بتونس، وجدّد رسوم القصبة، ولما كملت الصّومعة بالبناء في رمضان سنة ثلاثين وستمائة (٤٥)، صعد إليها ليلا وأذّن فيها بنفسه وفرغ من بنائه مسجد القصبة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (٤٦).


(٣٦) ١٢٣٠ - ١٢٣١ في ابن خلدون سنة ست وعشرين ٦/ ٥٩٥ والمؤلف تابع لما في تاريخ الدولتين ص: ٢٥ ولعل هذا التاريخ هو الصحيح لأن رسوخ القدم واختيار الأحوال يستدعي فترة من الزمن والمؤلف ناقل لعبارات الزركشي بنصها.
(٣٧) إكمال من تاريخ الدولتين ص: ٢٥.
(٣٨) في الأصول: «عبون» والتصويب من تاريخ الدولتين.
(٣٩) في الأصول: «بمطيف» والتصويب من تاريخ الدولتين.
(٤٠) عن احتلال قسنطينة وبجاية والإعتقال بمطبق المهدية نقله المؤلف حرفيا من تاريخ الدولتين ص: ٢٥.
(٤١) ١٩ جوان ١٢٣١ م.
(٤٢) هو الباجي.
(٤٣) ١١٥٦ - ١١٥٧ م.
(٤٤) ١٢٣١ - ١٢٣٢ م.
(٤٥) جوان - جويليه ١٢٣٣ م.
(٤٦) ١٢٣٥ - ١٢٣٦ م.