للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد ضمنوه عظيما من حروبهم ... مدافع وعظيم الدرع والحجر

من الحديد مع البارود عدته ... من الألوف كذاك القوس والوتر

من النصال سيوف لا نظير لها ... صرح المدائن ذاك الحسن تختبر

ما قاسها الدهر افرنجي فقاتلها ... إلاّ غدا بأليم الحرب منكسر

كم قاتلوها وراموا ملك قصبتها ... غدوا حيارى بذاك الوقت ما ظفروا

وسل رؤسائهم (٤٨١) تعلمك حالهم ... كم أغرقت سفنا بالجيش فانكسر [وا]

وكم لعين من الأبطال مات بها ... غيظا وذرعا كذا الفرسان تنصبر

وحالة الدهر طول الوقت تغلب من ... قد جاءها بجنود ليس تنحصر

حتى مضت مدة التعمير في أول ... مضى الفخار وزال العز والفخر

فسبب الله أسباب الهلاك لها ... حل القضاء وحال الحين ما شعر [وا]

ألا وجند من الكفار في سفن ... قد أحدقوها جمادى الثاني مشتهر /

من عام سبع وخمسين وتسعمائة ... يا ليته لم يكن في الدهر منذكر

من الفراقيط (٤٨٢) بالتحقيق نحو مائة ... من الشواطئ مثل العد ينحصر

أما الغراب حقيقا كان عدته ... خمسين فردا ونحو العشر ما قصروا

فنزلوا الجيش نصف الليل اذ وردوا ... وصابحوا الحصن عند الباب وأنتشر [وا]

حازوا المياه وحازوا أرض ملتها (٤٨٣) ... وغلق الباب أهل الحصن وانحصر [وا]

لهم بكاء كيوم الحشر تبصرهم ... تبكي عليهم وقلب الخلق منهزر

سووا مدافعهم تلقاء قصبتها ... رموا عليها حجار الهد ما قصر [وا]

خمسون رطلا وثلثا كان مبلغها ... عشرون وجها (٤٨٤) تلاقي السّور ينفطر

منها القلوب ومنها الناس داهشة ... في اليوم ألف فهد السور والقصر

فضجت الناس بالتكبير تسأل من ... قضى الأمور بغيث الناس ينتصر

رموا عليها حجار الجو تسقط في ... جوف الديار فشاب الرأس والشعر

الفرد منها كما القنطار زايدة ... تغلي سماء وفي الأرضين تنفطر

فقاتلوها قتال الجد وانتدبوا ... برا وبحرا إلى الهيجاء ما جسر [وا]


(٤٨١) بالعامية «الرايس» وهو ربان السفينة.
(٤٨٢) ج فرقاطة، وهي تحريف عن اللاتينية، بالفرنسية «Fregate» وتعني في القديم مركب صغير له مجاذيف ثم صارت تشير إلى مركب حربي مجهز بالمدافع.
(٤٨٣) في ط: «رملتها».
(٤٨٤) أي طلقة نارية.