للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعادت على تلك الوجوه كباوة ... وحلّ بها بعد الرّفاهة دود

وكم قهروا من لوذعي سميدع ... وساعدهم دهر هناك مديد

لقيتهم يوم الثلاثاء بكرة ... وقد قارئتكم للإله سعود

وخضت إليهم غمرة البحر في الضّحى ... بحرب له شمّ (١٣١) الجبال تميد

وجللت وجه البر بالخيل فوقها ... ليوث ترى (١٣٢) منها الليوث تحيد

وكنت أشد الناس حزما (١٣٣) وجرأة ... وكم لك في حوض الحروب ورود /

أتوا وكأنّ اللّيل أكناف جيشهم (١٣٤) ... دروعهم مثل البصائر سود

فكنت إليهم أوّل الناس راقيا (١٣٥) ... وجرّدت (١٣٦) سيفا والصّقال جديد

فكان كنجم والمحارب قادر (١٣٧) ... عنيد إليه بالنّكال يريد

وثبّت (١٣٨) ذاك الجيش رجلا تجلّدا ... فطارت بريش النّبل منه (١٣٩) جلود

بعثت إليهم عسكر الموت أسهما ... فأمسى به للعاويات (١٤٠) يجود

وعادوا كلمح الطرف جلدا ممزّقا ... وما منهم إلاّ لديك (١٤١) حصيد

ولم تغن شيئا كثرة الجمع عنهم ... وزاد نوح منهم وعديد

ولما تولّوا مدبرين وللضنا ... انبساط إلى تلك الظّهور مديد

أقمت عليهم قائم السيف حاكما ... فكلّ قضاء جار فيه سديد

فصيرتهم قسمين وهو بوسطهم ... يقول: هم قتلى لكم وعبيد

فدونكم أبناءهم ونساءهم ... وأموالهم ما دون ذاك عنيد

ولمّا اصطففتم والخيول صواهل ... ترجّع في نغماتها فتجيد

وعنفت سيفا قط لم يأل فاعتدى ... وحمرة خديه لديك تزيد

فحكّمته فيهم وكان مطاوعا ... فقدّت رؤوس منهم وقدود

رآى البيض من فوق الرّؤوس فظنّها ... لآلي تهويها (١٤٢) وحقك غيد


(١٣١) كذا في ط وت وب، وفي ش: «بشم».
(١٣٢) في ط وت وب: «شرا».
(١٣٣) في ط وت وب: «عزما».
(١٣٤) في ط: «جيبهم»، وفي ب وت: «جيهم».
(١٣٥) في ت: «رايقا».
(١٣٦) في ب: «وجروت».
(١٣٧) في ط: «مارد».
(١٣٨) في ت: «وكبت»، وفي ب: «وكتب».
(١٣٩) في ط: «منهم».
(١٤٠) في ط: «للعاريات».
(١٤١) في ط: «لديه».
(١٤٢) في ت وب: «تهوها»، وفي ط: «تهواها».